جاب الله رمضان
على رصيف شارع العريش بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، يجلس شاب عمره 19 عامًا، بجوار صندوق يضع عليه المناديل ليبيعها، ويخرج منه صوتًا عذبًا يطرب الأذن عند سماعه، تشعر أنك تمر بجانب الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، نظرًا لتشابه صوته مع جاب الله رمضان، الكفيف الذي يعاني ضعفًا في السمع، ويحمل على عنقه لافتة تفيد بأنه يعول 3 أخوات له، وبجانبه على بعد عدة أمتار، يقف والده يراقب كل ما يفعله.
يحكي «جاب الله»، لـ«الوطن»، أنه ولد ليجد نفسه يعاني من عيوب خلقية في السمع والنظر، في أسرة مكونة من 4 أفراد، موضحًا أن لديه أخت تعاني أيضًا من مرض ضمور العضلات.
بسؤاله عن والده، أجاب «جاب الله» أنه يقف بجانبه دائمًا ليراقب كل ما يفعله، مضيفًا: «اتولدت عندي إعاقة سمعية وبصرية، والحمدلله راضي بحالي، وإحنا 4 أفراد في الأسرة، وأخويا الكبير عايش لوحده، وعندي أختين، واحدة كويسة والتانية تعبانة».
20 جزءً هو عدد السور التي يحفظها من القرآن الكريم، إذ يجلس على الرصيف مرتلاً بعض الآيات التي تجذب تعاطف المارة، ويتبرعون له بالأموال، دون شراء المناديل التي يضعها بجانبه بغرض بيعها.
وتطرق «جاب الله» في الحديث عن حلمه، مؤكدًا أن شقته جاهزة لاستقبال العروس، ولكن حتى الآن لم ترض به أي فتاة، موضحًا: «نفسي أتجوز، أنا شقتي جاهزة وكل حاجة تمام، بس ناقصة العروسة».
يقضى «جاب الله» ساعات طويلة جالسًا في الشوارع طوال النهار، وعندما يرجع للمنزل يحفظه والده آيات من الذكر الحكيم، حتى يحفظ القرآن كله كاملًا، معقبًا: «أبويا هو اللي حفظني القرآن، وبدأت من حوالي 6 سنين، ولازم أكمل وأحفظه كله رغم إني متعلمتش ولا دخلت مدارس».
تعليقات الفيسبوك