يتخذ من أرصفة شارع جسر السويس مأوى له، مستلقيًا عليها مكتفيًا بوضع الباطنية على جسده، لتحميه من برودة الشتاء، تلك الهيئة التي ظهر عليها أحمد محمد رشاد، الحاصل على بكالوريوس هندسة، بعدما تحول من مهندس إلى متشرد بالشوارع، نتيجة لخلافات أسرية مع زوجته، قبل أن تقوم إحدى المؤسسات الخيرية الخاصة بانقاذه المشردين ومساعدته على استعادة حياتهم الطبيعية من جديد.
رحلة أحمد مع حياة الشارع بدأت منذ ما يقارب الشهر، عندما دخل في خلافات أسرية مع زوجته، والتي استمرت حوالي 25 عامًا، قبل أن تتطور أحداثها مؤخرا، بطلب زوجته الطلاق ورفض بقائه في المنزل، لتحصل بعدها على الشقة، ثم طردته في الشارع، بتلك الكلمات بدأت فدوة محمد، المسئولة عن تلقي البلاغات بأحد فروع مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان التي يديرها "محمود وحيد"، حديثها لـ"الوطن".
وبحسب "فدوة": "حاول أحمد استعادة شقته المتواجدة في عين شمس، بعمل محضر في قسم الشرطة، ولكنه لم يتمكن في النهاية من الوصول إلى حل معها ليلجأ في النهاية إلى اتخاذ الشارع مأوى له، بعدما تعرض لأزمة عصبية، وذلك بناءًا على حديثه مع ألأخصائيين بالمؤسسة".
وسرعان ما ورد بلاغ إلى المؤسسة من أحد الأشخاص، يفيد بوجود "أحمد" في جسر السويس، منشية التحرير، بموقف الاتوبيسات، وفقا لما روته "فدوة": "استجابة المؤسسة للبلاغ سريعا، ونقل إلى فرع الدقي، يوم 1 ديسمبر الجاري، بواسطة فريق أطفال وكبار بلا مأوى للتدخل السريع".
وبمجرد وصول الرجل صاحب الـ 52 عاما إلى المؤسسة، تم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة له، والتي أظهرت معاناته من ارتفاع فى السكر، وجروح بالقدمين والأصابع، وفطريات، وأثار جروح متفرقه بالبطن والذراعين والقدم.
وتقوم المؤسسة حاليا على معالجة "أحمد" صحيًا ونفسيًا، لاستعادة طاقته من جديد، إلى جانب البحث عن عائلته، وفي حالة عدم التوصل إلى أسرته، فسوف تقوم المؤسسة بمناشدة نقابة المهندسين لمحاولة التضامن معه وتوفير عمل له، كما أستطردت "فدوة" حديثها: "سنواصل دعمه حتى الرجوع لحياته الطبيعية، ولن نتخلى عنه بأي حال من الأحوال، فسوف نوفر له كل سبل الرعاية سواء داخل المؤسسة أو خارجها".
تعليقات الفيسبوك