ساحة كبيرة تفصلها عن المدخل الرئيسي لمبنى ملعب خماسي، يقف علي بابها رجل في الأربعينيات من عمره، لا يسمح لأحد بالدخول إلا من خلال التأكد من هويته، وطلب السماح له بالدخول من خلال الإتصال بمديرة الدار، يجلس منتبها دوما، ويغلق الباب الأوحد للمبنى، والحديث يكون فقط من خلال ثقب في البوابة، وعند السماح للزائر بالدخول، يقوم بفتح الباب وغلقه سريعا، خشية خروج أحد الأطفال الصغار.
بعد الدخول من البوابة، التي يحرسها الرجل قاسي الملامح، التي يبدو عليه الحرص الشديد علي عمله، يترجل الزائر بضع مترات، حتى الوصول إلى مقر دار إيواء الأطفال المشردين، وبها باب خشبي، يفتح للخارج، يغلق دوما على من بداخله، ولا يتم فتحه إلا في وقت الراحه للأطفال، حيث يتم إخراجهم للعب بالخارج، بعدد من الألعاب التي جلبتها إدارة الدار خصيصا، من أجل إدخال السرور والفرح علي قلوب الأطفال.
طاقم التمريض المسئول عن هؤلاء الأطفال، يتمتع بقدر كبير من الثقافة الخاصة بالتعامل مع الأطفال في هذا السن، هاجر خالد، أحد هؤلاء المشرفين علي الدار التي تفتح أبوابها للمرة الأولى للأطفال المشردين تقول أن التمريض دائما ما يقوم بعمل بدوره طبيه، تبدأ بقياس درجة الحرارة في الصباح الباكر: "بنتابع الطفل، وبنحرص علي تقديم وجبات مفيدة له، وغالبا بتكون الصبح البان".
صعوبات عديدة تواجه العاملين بالدار
صعوبات عديدة تواجه المشرفين وأطقم التمريض عند التعامل مع الأطفال في هذا السن الصغير تلخصها "هاجر" في قولها أن هؤلاء الأطفال بحاجه لوجود أم ترعاهم: "في الفترة الجاية هيكون فيه حملات للبحث عن الأطفال المشردين، وأتمني نقضي تماما علي ظاهرة التشرد، والبداية أكيد هتكون من الأب والأم لأن دول هما أساس التشرد، فلازم نقضي علي تشرد الكبار، علشان ميكنش في أطفال بلا مأوى".
وتقول آلاء محمد، إحدى مشرفات التمريض أنها تعمل منذ 3 سنوات في في خدمة الأطفال، ولم تشعر يوما بضيق علي الرغم من صعوبة التعامل مع الأطفال في هذا السن المبكر:"بنصحي الصبح بدري نعمل لهم كير كامل، ولو فيه أدوية قبل الفطار تمام، ولو مفيش بنعمل لهم لبن، بعد كده بنزل الحديقة من 8 إلى 11 الصبح نلعب معاهم، ونوزع عليهم عصاير، وبنحاول علي قد ما نقدر نوفر لهم الراحة".
لم يختلف الحال كثيرا من حيث الاهتمام بالحالات الواردة للمؤسسة بالنسبة لاطقم التمريض الخاصة بكبار السن، ففريق التمريض، هم تلك المجموعة التي تقع علي عاتقهم إستقبال المشردين، وعمل قياس للعمليات الحيوية داخل الجسم، إلي جانب العمل علي دمج الحالات اجتماعيا مع ذويهم، محمود جمال، أحد هؤلاء، منذ عامين يعمل في مجال التمريض بعد أن حصل علي شهادة التمريض من أحد الاكاديميات الخاصة، وكتب له العمل داخل المؤسسة، حيث وجد نفسه وسط هؤلاء القائمين علي فعل الخير.
لا يقتصر دور "محمود" ورفاقه علي استقبال الحالات ولكن ربما يذهب مع فريق الإنقاذ لجلب المشردين: "بنجيب حالات من الشارع، بنعمل لها نضافه شخصية، بعد كده قياس العمليات الحيوية".
ويقول محمد عابدين أن أصعب الحالات هي اللي تكون غير قادرة علي الحركة: "دول بنشتغل عليهم في تيم، يعني بنكون أكتر من اتنين مع الحالة، وفيه ناس بتكون مهيبره، ودي بيكون لها معاملة من نوع خاص، علشان نتلاشي الدخول في صراع معاهم".
تعليقات الفيسبوك