منذ صغرها وهي تواجه العدو الأشرس الذي صوب لها ضربات قاضية في مستقبلها، إلا أن يسرا أشرف، 23 عاما، تحدت إعاقتها بالرسم الذي أعادها إلى الحياة مرة أخرى، لتصبح فنانة تشكيلية من ذوي القدرات الخاصة.
تعاني «يسرا» من شلل دماغي وحركة لا إرادية، بسبب تعرضها لارتفاع شديد في درجة الحرارة منذ 14 عاما، ما أفقدها القدرة على النطق بسلاسة وجعل حركتها بطيئة، إلا أنها لم تقف عاجزة أمام مرضها بل قررت أن تعيد الحياة لروحها الحبيسة في جسد ضعيف غير قادر على ممارسة الحياة بشكلها الطبيعي، حسب «يسرا»: «تعبت أوي، بس قررت أني مقفش وأكمل، عشان مبقاش جسم من غير روح».
تعيش «يسرا» في القاهرة، وكانت تطورات حالتها الصحية تسير ببطء، فعندما كانت في عمر السابعة، بدأت يديها تتحرر وتمسك بالورقة والقلم لتكتب «شخابيط» من معاناتها، وتستمر في التحسن حتى حصلت على الشهادة الإعدادية من منزلها، لكنها لم تستطع أن تكمل دراستها: «أنا بحب الرسم جدا وكنت ناوية أدخل ثانوي زخرفة وأعمل معادلة وأروح كلية فنون جميلة، ولكن للأسف معظم المدارس رفضوني بسبب حالتي الصحية، يعني في الإعدادي مرحتش مدرسة وكنت بدرس من البيت وكمان مقدرتش أكمل بعدها وأحقق أحلامي».
لم تستطيع «يسرا» أن تكمل تعليمها وتحقق طموحاتها بسبب حالتها الصحية، ولكن شغفها وحبها كان أقوى من كل الظروف، لذلك قررت أن تحضر دراسات حرة في علم النفس، بالإضافة إلى تنمية مهاراتها في الرسم، حيث كانت تبدع بالألوان وتنشر فنها على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وجدت من يسمع صوتها وحصلت على منحة دراسية في كلية فنون جميلة: «بقيت بتحسن وبرسم كويس الحمد لله، وكل اللي يشوف فني يقول عليا فنانة تشكيلية».
تعليقات الفيسبوك