في لفتة إنسانية يستقل أحمد جعفر، 43 عاماً، قطار «أشمون- القاهرة» يوميًا للذهاب إلى العمل، ومنذ 7 سنوات يطوف بين الركاب يسقيهم المياه بالمجان، ليروي عطشهم خاصة في فصل الصيف، إذ جعل من عمله مصدرا لمساعدة الناس منتظرا الأجر والثواب من الله.
بدأت فكرة «أحمد» في العام 2015، عندما كان ذاهباً إلى عمله بالقطار، واشتد عليه العطش ولم يجد من يسقيه، فشعر بغيره، خاصة الأطفال وكبار السن والمرضى، وقرر في هذه اللحظة أن يوزع عليهم المياه بالمجان: «كنت عطشان قوي ومش لاقي مية خالص، قلت لنفسي أنا بركب حوالي ساعة ومش قادر أستحمل، طب الناس اللي بتبقى قاعدة مدة طويلة تعمل إيه».
«أحمد» يسقي ركاب القطار المياه بالمجان
يعيش «أحمد» في أشمون التابعة لمحافظة المنوفية، وحصل على مؤهل متوسط ويعمل في محافظة القاهرة في بيع العطور، لذلك يستوجب عليه الذهاب كل يوم في الصباح بالقطار ليعود إلى منزله في المساء، ورغم كل هذه المشقة يحمل معه زجاجات كبيرة الحجم مملوءة بالمياه، ومئات من الأكواب البلاستيكية لتوزيعها على الركاب: «بجيب مية مفلترة وبشتري الكبايات الورق والبلاستيك الـ100 كباية بـ10 جنيه استعمال مرة واحدة، مش باخدها تاني اللي يشرب يرميها».
«أحمد» يطوف بالمياه مرتين في اليوم
اتفق «أحمد» مع أحد المساجد لوضع عبوات المياه الباقية حتى ينتهي من عمله، ويأخذها معه ويطوف مرة أخرى على الركاب: «بوزع المية على الركاب في القطر وأنا رايح الشغل، والباقي بحطه في الجامع وأنا راجع أخده وأعمل نفس الكلام».
«أحمد» فخور بنفسه
يفخر «أحمد» بنفسه لأنه استطاع تربية وتعليم أبنائه بالطريقة الصحيحة، فلديه أربعة أحدهم في كلية الهندسة والتانية في كلية علوم والآخرين في المرحلة الابتدائية: «حاسس إن عرفت أقدم رسالتي تجاه ولادي».
تعليقات الفيسبوك