السيد فارس
أراد تخفيف الأعباء عن كاهل أسرته بالاعتماد على نفسه، وتكوين مستقبله دون مساعدة أحد، فقام «السيد فارس»، بالعمل ليلاً ونهاراً في وظيفتين مختلفتين، وبعد التحاقه بالجامعة قرر صاحب الـ21 عاماً، إنشاء مشروع لنفسه يستطيع من خلاله الدخول في سوق العمل أو على الأقل اكتساب الخبرات التي يحتاجها.
بدأ «السيد» رحلة الكفاح عندما كان في بداية المرحلة الثانوية، وكانت أول خطواته مريرة، حيث كان يعمل صباحاً في أرشيف مكتب محاسبة، وليلاً في كافيه، بخلاف مذاكرته لدروسه، فذلك الحمل الثقيل جعله قوياً قادرا على تحمل المسئولية، التي لا يستطيع من هم في ضعف عمره فعل ذلك، حتى أصبح نموذجا يحتذى به الكثير.
يعيش «السيد» في عزبة أبو طاحون التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، وبعد إتمامه لمرحلة الثانوية وحصوله على مجموع هيأه لدخول كلية الزراعة جامعة عين شمس، شعر بالمسئولية وأنه لابد من وجود مشروع خاص به حتى لا يظل تحت رحمة أحد، ويستطيع دخول سوق العمل من أوسع أبوابه، حتى لو بشيء صغير يأخذ منه خبرات ليكون أول خطواته في بناء مستقبله: «هو أنا تقريباً مش باخد حاجة من والدي عشان الظروف مقرر أبني نفسي».
بعد سنوات من التعب المتواصل ليلاً ونهاراً، وبالتحديد عندما كان «السيد» في الفرقة الثالثة، قرر أن تكون البداية لانطلاق مشروعه الصغير، فأحضر عربية نيفا واشترى مكنة قهوة ومستلزماتها: «أنا كنت عامل جمعية بـ20 ألف جبت بيها مكنة إسبرسو بـ18 ألف جنيه والبضاعة عملت 4000 جنيه، أما العربية كانت بتاعت أخويا أحمد وهو سبهالي، وواقف في ضهري وساعدني كتير».
اكتمل مشروع «السيد» بعد مساعدة أخيه في تركيب المكنة في شنطة العربية، ووضع مستلزمات المشروبات فيها وترتيبها حتى تعطي شكلا جماليا ومريحا للعينين، ويبيع كل المشروبات الدافئة منها الشاي والقهوة بأنواعها والنسكافيه واللاتيه والكابتشينو بأسعار رخيصة، وأصبح معروفا بين الناس من ثاني يوم عمل: «ببيع القهوة بـ5 جنيه»، مشيراً إلى قدرته على العمل والذهاب إلى الجامعة في عين شمس، فهو يحضر أيام المحاضرات والامتحانات ويعود إلى عمله وبيته في محافظة المنوفية.
تعليقات الفيسبوك