«محمد» الابن المتغيب
أيامٌ ثقيلة مرت على الأسرة وكأنها دهرًا من الزمن منذ تغيب ابنها، 15 عامًا، بعد خروجه متوجها لمركز دروس خصوصية، لتبدأ أسرته رحلة مضنية للبحث عنه أملًا في العثور عليه.
«محمد مطراوي»، 15 سنة، من أبناء مدينة نصر بمحافظة القاهرة، طالب بالصف الثالث الإعدادي، تغيَّب عن منزله قبل 8 أيام ولم يعد حتى الآن وسط محاولات للبحث عنه في كل مكان.
دموع الأم «هبة محمد»، 36 سنة، لمم تتوقف من يومها، تروي بصوتها المبحوح لـ«الوطن»، تفاصيل تغيب ابنها، مشيرة إلى أنه خرج يوم الجمعة الماضي الموافق 17 ديسمبر، الساعة 9 صباحًا، إلى أحد مراكز الدروس: «سألنا أصحابه في الدرس بيقولوا أنه مجاش خالص».
وأضافت أنها تقدمت ببلاغ لقسم شرطة مدينة نصر ثالث: «للأسف ابني ملهوش أصدقاء مقربين، كلهم زملاء مع بعض بس ملهوش حد قريب كنا سألناه لو حكى له عن أي حاجة».
لم تدخر الأسرة جهدًا طوال الأيام الثماني الماضية، راحت تبحث في كل مكان من الممكن أن يتواجد فيه، أو التوصل إلى أي معلومة تطمئن قلوبهم: «لفينا على الأقسام والمستشفيات.. ليل ونهار بنلف في الشوارع ومعانا الصور.. علقنا منشورات على التكاتك والأتوبيسات العامة»، بحسب الأم التي أكدت أن زوجها «مطراوي محمد»، يعمل سائق تاكسي، وأقربائه يبحثوا عنه طوال اليوم.
«أنا عارفة ابني هو مش هيستحمل العيشة في الشوارع، أكيد حد خطفه ومخبيه في مكان»، قالتها الأم لافتة إلى أنها وصلتها رسائل كثيرة من بعض الأشخاص تنصحها بالبحث عن ابنها أسفل الكباري بين المشردين: «بنزل الساعة 3 الفجر أدور تحت الكباري ومبلاقيهوش».
وتواصلت الأسرة مع مباحث الإتصالات، في محاولة للوصول لابنها عن طريق هاتفه المُغلق منذ يوم تغيُّبه: «قالوا لنا هاتوا صورة من المحضر اللي عملتوه في القسم وملكوش دعوة بحاجة تاني وإحنا هنوصل لمكانه»، بحسب الأم، مشيرة إلى أن قسم الشرطة بمدينة نصر رفض إعطائهم صورة من المحضر.
واستغاثت الأم بمن يساعدها في الوصول إلى ابنها المفقود وإعادته مرة ثانية إلى أحضانها، موضحة أنهم عجزوا ولم يعد بيدهم شيئًا يمكنهم فعله: «إحنا ناس غلابة، جوزي بيشتغل على تاكسي وأنا باشتغل على ماكينة خياطة علشان نربي عيالنا، وعجزنا عن أننا نلاقيه ومش عارفين نروح فين ولا نيجي منين».
تعليقات الفيسبوك