يتلهف عليها الكثير من الأشخاص من أماكن مختلفة، لتذوق طعم مميز من عصير القصب؛ إذ أن «معصرة النور» فتحت أبوابها منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي، ونجحت في كسب رضا الزبائن واستطاعت الحفاظ على الجودة، وإن كانت مكلفة بالنسبة لسعر الكوب الذي لا يتجاوز 2.5 جنيه.
داخل جدرانها بدأ عمرو القاضي، صاحب الـ39 عاما، عمله في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، منذ ما يزيد عن 15 عاما، قادما من سوهاج، ليتشرب المهنة ويعرف أسرارها التي ساعدتها علي الاستمرار والبقاء لأكثر من 30 عاما، موضحا لـ«الوطن: «اتعلمت منها أهم درس في حياتي، وهو أن مش مهم توصل لقمة النجاح أهم حاجة تعرف تحافظ علي نجاحك لأطول مدة ممكنة، وتحترم مهنتك تتعامل معها على إنها أهم حاجة في حياتك».
شاهد عيان على نجاحها منذ التسعينات
ويعتبر محمود أبو خضرة، أحد عمال المعصرة، شاهد عيان على تأسيسها، والتي يراها نجاح مميز لرفيقه صاحب المعصرة، التي افتتحها عام 1992 لتبقي لسنوات كثيرة حية، بالرغم من بساطتها مقارنة بالمحلات الأخرى، واقتصارها علي بيع عصير القصب فقط علي عكس الأخرى: «المعصرة اشتهرت هنا بسرعة وحققت نجاح مميز، لأننا بنهتم بصحة الزبون وجودة القصب اللي بنقدمه، وبنجيبه من أحسن مكان في مصر من المنيا في الصعيد».
«المعصرة لسه مستمرة لأننا ببساطة بنحاول نتعايش مع المواطن البسيط، وسعر العصير رخيص مقارنة بأسعار محلات تانية، وكمان مقارنة بالجودة الخاصة بالقصب، وده ساعدنا كثير بالأخص لما يجيلنا زبائن من كل محافظات مصر على أساس سمعتنا، بنتفاجئ بناس قطعت مسافات كثيرة عشان تجرب العصير بتاعنا، وده أكبر نجاح وإنجاز حققناه في حياتنا العملية هنا في المعصرة»، بهذه الكلمات كشف صاحب الـ53 عاما قصة نجاح انتهت بالشهرة والوصول لهدفهم، وهو إسعاد الجميع وإن كان ذلك يتلخص في كوب عصير بطعم مميز.
زبائن المعصرة ما زالوا مستمرين
ويؤكد «أسامة أبو بكر»، عامل بالمعصرة، أن زبائنها ما زالوا مستمرين؛ فالوجوه لا تتغير كثيرا واستطاعوا منذ سنوات أن يحفظوها، لأنهم يعتبروهم كنزهم الثمين الذي حصدوه طوال سنوات عملهم بالمحل: «الزبون هو هو حتي وإن كان بيزيد عليه زباين تانية بسيطة، بس بيجي علينا أوقات بنشتغل فيها كثير ومش بنلاحق على الزباين اللي واقفه، وده بفضل ربنا وإننا اتعلمنا إنها مهنة عايزاه مننا صبر واحترام للزبون اللي قدامه حتى لو الزبون تطاول علينا في بعض الوقت».
وعلى ذكر صاحب المعصرة اجتع الثلاثة على أنه لا يتعامل معهم كموظفين أو عمال لديه، بل يتعامل كأنهم أصدقاء، ولعل السر في النجاح والبقاء يكمن في تصرفاته معهم، واعتقاده بأنهم جميعا شركاء في نجاح مشروعه البسيط، والعبور به لبوابة التميز والشهرة لتصبح من أشهر وأقدم معصرة متواجدة في البلدة، ولتشتهر «بمعصرة المركز»، لقربها من قسم شرطة البلدة.
تعليقات الفيسبوك