أم كريم
الابتسامة تزين وجهها وهي تجلس أمام «نصبة» الشاي والقهوة، التي أعدتها لتنفق على أولادها وزوجها المريض، 40 عامًا كاملة من العمل، تقضى 15 ساعة تعمل يوميًا دون أي عناء، في الشتاء تستظل بـ «سترة»، تحميها وبضاعتها من المطر، وصيفًا تبعد عنها أشعة الشمس.
أمل سيد، 54 عامًا، شهرتها «أم كريم»، تحكي لـ «الوطن»، أنها تعمل منذ 40 عامًا، قبل أن تتم 14 سنة، موضحة أنها قضت حياتها على «عربية فول»، تقف يوميا عليها من الصباح دون عناء رفقة زوجها، مضيفة: «كنت بقف على العربية وأنا عندي 13 سنة وأخدت نص عمري عليها، بس من 5 سنين حصلت مشكلة والعربية مبقناش نقف عليها، وجوزي تعب لأنه راجل مسن وعنده مشاكل في النظر، ومابقاش قادر يشتغل».
في شارع محمود عزمي بمنطقة المهندسين بالجيزة، تقضى «أم كريم»، نهارها كله تبيع الشاي والقهوة والإندومي لمن يرغب، ولكن المنطقة التي تجلس فيها ليست مكتظة بالمواطنين: «ساكنة مع جوزي، وأولادي الاتنين محبوسين في قضية سرقة، وعندي بنتي 19 سنة كل ما يجيلها عريس أرفضه، لأني مش معايا فلوس أجهزها بيها».
بصيص نور يخرج من الشمس بعد طلوع الفجر، تبدأ معه «أم كريم»، في تحضير بضاعتها، وتقضى حتى الساعة 8 مساء بمكانها لا تتحرك، لتعود ببعض الجنيهات التي بالكاد تكفي حاجة الأسرة من طعام، ومصاريف إيجار الشقة التي تقطن فيها: «المصاريف حملها تقيل علي ونفسي المسئولين يوفرلي حاجة تعيشني مرتاحة، لأني تعبت في حياتى وبقالي سنين كتير بشتغل، ونفسي الريس يشوفني ويسمع صوتي».
تعليقات الفيسبوك