بأقدامها الصغيرة ويديها الصغيرتين وجدها أهالي قرية «إقفهص» التابعة لمركز الفشن في محافظة بني سويف، تزحف في الخلاء وحيدة بجانب الأراضي الزراعية، كأنها قطعة ملقاة على الأرض أو شيء ضائع من صاحبه، غير مدركة ما حولها، لتواجه مصيرا مجهولا ألقتها على أعتابه أمها، التي تجردت من مشاعر الأمومة وتركتها على قارعة الطريق ومضت دون أن تلتفت إليها، فالتقطها بعض المارة لتبدأ فصلا جديدا من حياتها معهم.
الطفلة لم تكمل عامها الثاني
أحداث القصة بدأت منذ نحو شهر حينما وجد أهالي قرية «إقفهص» طفلة رضيعة لم تكمل عامها الثاني، تزحف على طريق مدخل البلد وحدها بجانب أرض زراعية، بسترتها البرتقالية اللون وغطاء رأسها الأحمر، وبعد أيام من البحث عن أهلها ونشر صورها على «فيس بوك»، علموا أنها ابنة شابة تدعى «منى» من عزبة «تلت» المجاورة لهم، حسبما ذكر محمد صلاح، أحد أفراد العائلة المتولية رعاية الفتاة.
عند سؤال العائلة عن حالة «الأم» علموا أنها خرجت من الأحداث في سن 17 عامًا، ولم تجد أحدًا يعولها أو يتزوجها «علشان بقت سوابق»، بحسب حديث «صلاح» لـ«الوطن»، وبسبب ضيق الحال تزوجت من مسن أنجبت منه طفلين، وتوفي بعد ذلك خلال حملها في الطفلة الثالثة.
ظروف صعبة كادت أن تضيع الطفلة
عادت الأم إلى قريتها «تلت» بعد وفاة زوجها ولم تجد من يعولها، وعلى الرغم من ضيق حال شقيقها الثلاثيني، والذي لم يتزوج حتى الآن، استأجر لها غرفة تقيم فيها مع أطفالها، وبسبب ظروف معيشتها الصعبة، وعدم وجود مصدر رزق لها، تركت الطفلة وحدها على الطريق ليتكفل بها أي شخص من سكان القرية، وأرسلت الصبيين إلى عائلة زوجها المتوفي بالقاهرة.
الأم تركت طفلتها مرة أخرى لتتزوج
بعد أن توصلت أسرة «صلاح» إلى الشابة الحسناء بحسب وصفه ذات الـ25 عامًا، وأخذ تعهد عليها في مركز الشرطة على أنها لن تترك الفتاة مجددًا، أعادتها مرة أخرى إلى عائلته بعد أيام لأنها تريد الزواج من شخص متقدم لها، وبحجة أنها ستعود لتأخذها مرة أخرى بعد إنهاء بعض متعلقات الزواج تركت طفلتها ولم تعد، لتظل الطفلة وحيدة دون أم، وتعولها أسرة ليسوا أقارب لها.
تعليقات الفيسبوك