يجلس على عجلة مخصصة لتصنيع الفخار، ممسكًا بالطمي بين يديه، يشكل به أروع التحف الفنية التي يمكن اقتنائها داخل المنزل، هكذا اعتاد شوقي البسطويسي على الظهور وسط أهالي بلدته، مستمتعا بالوظيفة التي توارثها عن أجداده.
شوقي البسطويسي، صاحب الـ57 عامًا، يروي لـ«الوطن»، أنه خاض غمار رحلة صناعة الفخار منذ الصغر، عندما كان في عمر الـ17 عامًا: «ورثتها عن والدي وأجدادي، كنت برجع من المدرسة علشان اتعلم منهم أصول الشغلانة».
رغبة «البسطويسي» في الحفاظ على تراث عائلته في تلك المهنة، دفعته لمواصلة تعلم جميع فنونها حتى أصبح متميزًا في صناعة الأنواع كافة: «كان لازم اسم العائلة يستمر محلقا في سماء صناعة الفخار التي تحتاج للجمع بين المهارة والفن».
مراحل صناعة الفخار
وتمر صناعة الفخار بالعديد من المراحل، هكذا حكى «البسطويسي»: «تبدأ من تجميع الطين النيلي من منطقة الجزيرة بمدينة طلخا، ومن ثم نقعها بأحواض الطين لمدة ساعتين حتى تذوب، وبعد ذلك تصفيتها بالغربال من الشوائب كالحصى والرمال، قبل الانتقال لمرحلة تجفيف الطين الناتج في الهواء الطلق لمدة 3 أيام، وبعدها يدخل لماكينة العجن».
وبعد خروج الطين من الماكينة، يمر بمرحلة تشكيل الأواني الفخارية التي تترك بعد ذلك حتى تجف، وفي النهاية تدخل لفرن الحرق لمدة يومين، لنحصل على المنتج النهائي الذي يباع، بحسب «البسطويسي»، الذي يؤكد: «مهنة صناعة الفخار كل حياتي، اكتسبت سر صنعتها من والدي وأجدادي، وطورتها بالسفر والعمل في السعودية والأردن والإمارات، قبل عودتي للاستقرار في مصر مرة أخرى».
انخفاض عدد الأيدي العاملة
وتعاني صناعة الفخار من انخفاض عدد الأيدى العاملة بها، بعد توجه عدد كبير من الشباب للعمل في مجالات أخرى أكثر ربحا، تلك الأزمة التي يراها «البسطويسي» تهدد صناعته المتوارثة من أجداده: «أتمنى إقبال بعض الشباب الحرفيين لمجال صناعة الفخار، بالإضافة لدعم صانعي الفخار وتصدير منتجاتهم لتحفيزهم».
ويعمل «البسطويسي» حاليا على تعليم أبنائه الذين يشاركونه هذه المهنة وتوريثها لهم، حتى تشق مهنة الأجداد طريقها إلى المستقبل وتقاوم الاندثار.
تعليقات الفيسبوك