«قولت لهم الشغل مش عيب، مش أحسن ما اشحت»، هكذا يرد «أحمد» على المتطفلين والحاقدين الذين يعتبرون مهنته ذات شأن قليل، خاصةً أنه حاصل على ليسانس أصول علوم الدين من جامعة الأزهر الشريف، ويعمل في صناعة الفخار ويقوم ببيعه على عربة «كارو» يتجول بها داخل شوارع مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة.
أحمد محمد الفخراني، 38 عاماً، من مواليد وسكان قرية شبراريس بمحافظة البحيرة، ويعمل في صناعة الفخار، ويقوم ببيعه على عربة «كارو» ويتجول بها يوميًا من العاشرة صباحًا حتى العاشرة مساءً.
اختار «أحمد» هذه الحرفة لأنه ورثها عن والدها واحترفها بشدة: «دي الشغلانة اللي بفهم فيها بعد ما كل الأبواب اتقفلت في وشي، ومش لاقي مكان تاني اشتغل فيه بشهادتي».
ويحكي «أحمد»، أنه حاول كثيرًا الحصول على وظيفة بمؤهله الجامعي، وقدم أوراقه وشهاداته الجامعية إلى معاهد دينية كثيرة للعمل كمدرس أو حتى خطيب جامع، لكنه لم يوفق، واضطر حينها أن يسير على خطى والده ويلبس عباءته والعمل في فن صناعة الفخار بأشكال وأحجام متنوعة: «أنا كبرت لاقيت أبويا وجدي شغالين فيها، وهما اللي شربوني الشغلانة، فلازم كنت اشتغل فيها لما مالقيش بديل، واديني شغال وكسيب كمان، والشغل ده مش عيب، أما حد بيقول لي طب وشهادتك، بقول له متعلم وراجل كسيب وفاتح بيت كمان».
«طواجن فخارية، أبراج حمام، زير مياه».. وأشكال أخرى كثيرة ومتعددة يحرص «أحمد» على صناعتها من خلال مادة الفخار، وأسعاره في السوق تناسب كافة الفئات، وتبدأ من 5 جنيهات حتى 100 جنيه: «وأحيانا بعمل أشكال حسب الطلب، وأهو الرزق يحب الخفية، وكل زبايني بيشكروا في شغلي ومتانته، وإنه قوي مش أي كلام يعني، وبالنسبة لصناعة الفخار بحسه محتاج صنايعي فنان وعنده ذوق مش أي حد يشتغلها، لأن دي مش شغلانة اللي مالوش شغلانة أبدًا».
تعليقات الفيسبوك