«ميادة» كانت طفلة تحلم باليوم الذي ستصبح فيه مذيعة وإعلامية مشهورة، وكانت لا تترك فرصة دون أن تمارس تلك المهنة لدرجة أنها كانت تجري حوارات تليفزيونية مع أسرتها، معتمدة على فرشاة الاستشوار الخاص بها، ومتخيلة أنه ميكروفون المذيعين والمذيعات.
وبالفعل درست ما يؤهلها لهذا الطريق، بعدما التحقت بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس شعبة الإذاعة والتليفزيون، وأصبحت على بعد خطوة واحدة فقط من حلمها، لكن مرت الأيام والشهور والسنوات، ولم يتبدل الاستشوار إلى ميكرفون حقيقي ولم تصبح إعلامية حتى مغمورة، لكن في المقابل استطاعت أن تصبح مصممة وصانعة إكسسوارات معروفة وناجحة تدير المشروع الخاص بها، وتعمل على زيادة نجاحه وتميزه، لأنه نجاح مُرضٍ لها وعوضها عن إحساسها بالإخفاق في تحقيق حلم طفولتها، وإيمانا بمقولة «حب ما تعمل، حتى تعمل ما تحب».
ميادة محمد محمود، تخرجت في كلية الآداب قسم الإعلام، وتعيش بمحافظة القاهرة، وحين لم تستطع الحصول على وظيفة أحلامها، ارتضت بعدد من الوظائف الأخرى، كان من بينها محللة إعلامية بإحدى الشركات، والتي كانت السبب بالأساس في تعرفها على صناعة الإكسسوارات وامتهانها، حسبما تحكي «ميادة» في حديثها مع «الوطن».
وتقول ابنة محافظة القاهرة: «الموضوع بدأ بحديث جانبي مع زميلتي في الشركة، حين سألتها عن مكان أجد فيه كل الإكسسورات التي أحتاجها لإكمال شكل إطلالتي اليومية بالعمل»، موضحة أن زميلتها تلك نصحتها حينها بمحاولة صنع الإكسسورات التي تناسب ذوقها بدلا من شرائها.
وبالفعل هذا ما اقتنعت به «ميادة»، التي طلبت من زميلاتها أن تساعدها في تعلم مبادئ هذا العمل، وعلى الفور بدأت رحلتها مع تلك الصناعة، حينما تشاركت مع زميلتها تلك، بالإضافة إلى مديرة شركتها، وأطلقن سويا مشروعا لصناعة الإكسسوارات وبيعها.
اكتئاب ما بعد الولادة
لكن بعد فترة من الوقت، تزوجت خريجة كلية الآداب، وابتعدت عن أي نشاط عملي، خاصة بعدما أنجبت، حتى أصابها اكتئاب ما بعد الولادة، وتزاحم بداخلها الكثير من المشاعر السلبية، التي كانت تحاول إيهامها بأنها ليست إلا مجرد امرأة فاشلة لم تستطع النجاح بأي عمل، حتى جاء دور زوجها الذي شجعها على العودة إلى مشروع صناعتها للإكسسوارات، في سبيل أن تتخلص من هذا الاكتئاب.
وتتابع «ميادة»: «حينها أخبرته أني نسيت كل ما تعلمته، لكنه نصحني بالتجربة، وبالفعل مع التجربة والاستعانة بفيديوهات تعليمية على مواقع الإنترنت المختلفة، نجحت في التعلم وتطوير قدراتي بهذه الصناعة».
حلم الجاليري
ومن حينها وتمارس خريجة كلية الآداب، هذا العمل وتشارك بالعديد من المعارض، وتعمل على تطوير نفسها طيلة الوقت، رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجهها، وفي مقدمتها كونها أما وزوجة وهناك الكثير من الالتزامات، التي يجب أن تقوم بها بأفضل صورة، شاكرة زوجها ووالدها ووالدتها على الدعم الكبير الذي تحصل عليه يوميا منهم، حتى تكمل مشوارها بهذا الطريق، كاشفة في نهاية حديثها مع «الوطن»، عن حلمها في أن تمتلك جاليري باسمها مستقبلا، إلى جانب أن تحقق حلم طفولتها في أن تصبح مذيعة تليفزيون أو راديو.
تعليقات الفيسبوك