سلامة يحول منزله لمعرض أرشيفي للأفلام القديمة
وسط زحام الأفكار وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بكل البيوت، بدت حالة أخرى من الحنين إلى الماضي بأحد شوارع عروس البحر المتوسط في سيدي بشر، حيث تواجدت شقة في عمارة قديمة البناية، مليئة بمقتنيات السينما المصرية القديمة، بعد أن قرر صاحبها «مكرم سلامة»، تجميع كل الكنوز الفنية في منزله ليصبح مقرا مهما لكل طلاب وعاشقي السينما والدراما في مصر.
رحلة «سلامة» في عالم جمع الوثائق والأرشيفات التي بدأها منذ 40 عامًا مليئة بالشغف والقصص المثيرة، خاصة بعد ما قرر في نفسه إنقاذ كنوز الصور من الضياع.
«عملت شبكة اتصالات مع بياعين الروبابيكيا، علشان يقولولي على أي تصفية هتحصل للاستوديوهات» هكذا بدأ الرجل السبعيني حديثه لـ«الوطن»، حيث اعتاد على الذهاب مع تجار الروبابيكيا والفضة لانتقاء الوثائق والصور والمقتنيات المهمة لشرائها.
استمرت مغامرات حارس الوثائق حتى بعد خروجه على المعاش من عمله بالهيئة العامة لدار الكتب، الذي كان سببا رئيسيا في تجميع البيانات عن المقتنيات، وأصبح مطارداً للصور في جميع محافظات مصر من شمالها إلى جنوبها، مستهدفاً استوديوهات التصوير الفوتوغرافي التي كانت تغلق أبوابها لأسباب مختلفة، وشركات الإنتاج السينمائي وحتى دور السينما، التي كانت تفلس أو يهاجر أصحابها.
وخلال رحلة «سلامة» التي أسفرت عن جمع أكثر من 35 ألف نيجاتيف للصور القديمة، و60 ألف «أفيش» لأفلام سينمائية في فترات زمنية مختلفة، هذا بخلاف خطابات وعقود الأفلام الأصلية بخطّ أصحابها، إضافة إلى 10 ألف فيلم وثائقي، وتعاون مكرم مع مكتبة الإسكندرية، وقدم للمكتبة جزءا من هذه الأفلام الوثائقية المتنوعة، منها فيلم «أثر حرب الاستنزاف على بورسعيد».
يعتبر الرجل السبعيني كنزه هو الشيء الوحيد الذي يؤنس وحدته باعتبار أن أولاده مقيمون في القاهرة، تاركين إياه وسط أرشيفه الفريد وعبر عن خوفه على المقتنيات «أنا خايف لما أموت الحاجة تتبهدل وتضيع، خصوصا أن مفيش حد من أهلي مهتم بالمقتنيات دي».
ويتمنى مكرم سلامة من وزارة الثقافة تسليط الضوء على «ثقافة الصورة»، مشيراً إلى أن هناك دولا كثيرة ترغب في امتلاك تاريخ سينمائي مثل مصر، كما يحلم بجمع مقتنيات الفنان الراحل أحمد زكي في متحف منفرد، خاصة أنه لعب أدوارا لشخصيات تاريخية مهمة ومؤثرة في العالم كله.
تعليقات الفيسبوك