ميلاد جابر.. إلى جانب مشغولاته الخشبية
يثبت أبناء شعب هذا البلد دائما أنهم أسرة واحدة تعيش تحت سقف وطن واحد، مهما اختلفت وتباينت معتقداتهم الدينية، وهو ما تؤكده المشغولات والمجسمات الخشبية التي يصنعها ميلاد جابر، والتي يستغل فيها قدراته ومهاراته بفنون «الأركت»، في تصميم وتنفيذ مساجد وكنائس وفوانيس لرمضان.
ميلاد جابر فنان «أركت» (فن تفريغ الخشب طبقا للأشكال المطلوبة)، يبلغ من العمر 30 عاما وحاصل على دبلوم معماري ويعيش بمحافظة بنى سويف، ويتقن إلى جانب ذلك صناعة «اسطمبات السيلكون»، التي تستخدم في صناعة تحف الجبس والبوليستر.
وبدأت علاقة «ميلاد» بـ«الأركت»، من خلال مشاهدته لشقيقه الأكبر الذي يتقنه أيضا، حيث كان يشاهده وهو يصنع التحف الخشبية من خلال هذا الفن، لكن ارتباطه بالدراسة حينها منعه من احتراف هذا الفن، حتى وجده أمامه من جديد بمقرر المجال الصناعي بمدرسته الإعدادية، ومن هنا ازداد حبه وشغفه بهذا الفن، وقرر احترافه وتعلمه، وفق ما يرويه ابن محافظة بني سويف.
ويقول «ميلاد»، في حديثه مع «الوطن»: «مع مرور الوقت اشتغلت في ورشة بسيطة واتعلمت الشغل فيها، وابتديت أشتغل في البيت، من وأنا في الإعدادية، وكنت كمان بسوق شغلي اللي بعمله وأنا في المدرسة واشتهرت وقتها باسم (ميلاد أركت)».
ومن بعد ذلك مرت الأيام والشهور والسنوات، والتحق «ميلاد» بأحد أفضل ورش صناعة منتجات الأركت بالصعيد التي يتوفر بها كل الإمكانيات: «اللي تقدر تخرج من اللا شيء فنان»، وهو ما ساعده على اكتساب خبرة كبيرة بهذا المجال، وبدلا من استخدام المنشار اليدوي في العمل، أصبح قادرا على استخدام المنشار الكهربائي أيضا، ومن ثم تطور أكثر حتى استطاع افتتاح الورشة الخاصة به، حسبما يحكي الشاب الثلاثيني.
ويحاول «ميلاد» استخدام مهاراته بـ «الأركت» وتطويعها لصناعة مجسمات فنية رائعة دون تحيز لديانته، وعن ذلك يؤكد «ميلاد»: «مفيش فرق خالص بين إني بعمل شغل مسيحي أو إسلامي، لأننا واحد وعايشين في وطن واحد، اللي بشوفه بمثابة البيت اللي الأسرة بتعيش فيه».
ويتابع: «أول إنتاج لمسجد كان من خلاله الورشة الكبيرة اللي اشتغلت فيها في بدايتي، وحاليا ورشتي بتنتج مجسمات مساجد خشبية وفوانيس رمضان كل سنة».
وتسيطر حاليا على الشاب الثلاثيني أمنية واحدة، يعمل بجهد ليحققها ويتمنى أن يوفقه الله في الوصول إليها، حيث يحلم «ميلاد» وفقا لما كشفه لـ «الوطن» في نهاية حديثه، أن يتوسع مشروعه بشكل أكبر، حتى يتمكن من خلاله أن يكون مصدر رزق للكثير من الناس إلى جانبه.
تعليقات الفيسبوك