على مدار التاريخ، امتاز المصري بحرفيته وإبداعه في كافات الصناعات وكل المشغولات التي تحتاج إلى أيدٍ ماهرة تستطيع أن تحول ما تقابله إلى منتج إبداعي، ما زال العالم أجمع ينبهر به وبجماله.
ولأن مصر ولادة بالموهوبين، قدمت مؤخرا محمد صلاح فخر مصر والعرب بكرة القدم وأحد أفضل لاعبي العالم حاليا، وفي مجال آخر قدمت موهوبا آخر، والحديث هنا عن محمد صلاح الدين سيد علي، الطالب بأكاديمية «طيبة»، والتي يدرسها بها نظم ومعلومات، وإلى جانب ذلك يعمل كمصصم وصانع ومنفذ للتحف والأنتيكات التي يمزج في تكوينها بين الأخشاب والإلكترونيات، ليقدم منتجات أعجبت الكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من فن الـ«ميكانيزمات».
الفك والتركيب
حكاية «صلاح الدين»، مع هذا الفن بدأت منذ أن كان طفلا صغيرا، كما يقول في حديثه مع «الوطن»، مضيفا: «أنا بعشق الفك والتركيب من صغري، كنت بصنع لعبتي بنفسي من الخشب، لما كان بيجيلي لعبة أحب استطلع على اللي جواها، وأحب ادمجها مع لعبة تانية، وخصوصا لو إلكترونيات زي مثلا لعبة الأتاري وغيرها».
سطح البيت
وأعلى أسطح منزل طالب النظم والمعلومات، كان مسرح نشأة وتأصل موهبته، لافتا: «الحكاية بدأت توسع معايا واحدة واحدة، كان على سطح البيت خشب كتير، كنت باخد جنب كدة مع نفسي، وأصنع من الخشب القديم مثلا قاعدة ثلاجة أو كرسي مطبخ أو عشة للطيور أو باب غرفة».
الأب لا يروقه تلك الموهبة
أمام حب «صلاح الدين» لهذه الأمور ومحاولته الإبداع والاستمتاع به، كان يقابل هذا برفض تام من والده، الذي كان يأمل أن يراه طبيبا في يومٍ من الأيام، ويخشى أن يلهيه هذا الأمر عن تحقيق هذا الحلم، موضحا: «كان والدي مش مبسوط، ولا حابب إني أكون في الاتجاه ده، لدرجة إنه كان لما بيسمع دق مسمار، يفصل عليا النور فورا، بس أنا كنت بواصل هوايتي رغم كل الظروف، ورغم أدواتي البسيطة جدا، كنت بستخدمها وبحاول أطلع حاجة حلوة باستخدام هوايتي في الكهرباء والإلكترونيات كمان».
الأم تقدم العون والمساعدة
رفض الأب لهواية نجله كان يقابلها ي دعم مستمر من الأم، التي كانت تدرك أن والدها موهوب لدرجة كبيرة، ولهذا تحاول أن تساعده حتى يبدع فيها: «أمي كانت دايما تجمد قلبي، خصوصا في إصلاح الأجهزة، حتى لو كان جهاز غالي و كان طبعا في صراع بيني و بين والدي إن الكلام ده هيضيع حلمه فيا».
الثانوية العامة تُطيح بحلم الطب
مخاوف الأب تحققت في النهاية، ولم يستطع أن يتحصل «صلاح الدين»، على درجات تضمن له أن يحقق حلم والده ويلتحق بكلية الطب، فما كان من الأب إلا أن واجه ذلك بمقاطعته لمدة عام تقريبا، كاشفا: «وقتها كان بالنسبة لوالدي دي نهايتي، وإني خلاص ضعت، وفضل سنة ميكلمنيش، وطبعا أنا عاذره، لأن كل أب عايز ابنه أحسن منه، بس قصاد ده كان فيه دعم كبير من أمي وقالتلي كلمة مبنسهاش: مفيش حاجه اسمها كلية قمة وكلية قاع اصنع قمتك بنفسك».
وقت فراغ
التحاق صاحب الـ 22 عاما بالأكاديمية، جعل لديه وقت فراغ كبير، حاول من خلاله أن يستغل موهبته، منبها: «ومن هنا بدأت افكر في تصميمات مختلفة، وأعمل حاجة غير تقليدية بدأت بأباچورة، بنظام فقرات جاتلي من ذيل العقرب وعموما من صغري وأنا بحب نظام الميكانزمات، والفقرات بدأت أنشر صورة الأباجورة دي على معظم الجروبات».
ويتابع: «فلقيت تشجيع كتير من الناس، ولقيت ناس طلبت مني أعملها نفس التصميم ده، فاتشجعت وبدأت أشتغل وأعمل تصميمات مش تقليدية محدش عملها قبل كدة وكنت أبيع المنتج وأشتري آلة جديدة تساعدني إني أنجز في الشغل ده بعد كثرة الطلبات، وطبعا ده بفضل دعم أمي المادي والمعنوي بجانب هواياتي».
حلم لا ينسى
وإلى جانب تلك الهواية وهذا الفن، لا ينسى «صلاح الدين»، حلمه في أن يصبح مبرمجا، وأن ينشر عمله وإنتاجاته بشكل أوسع وأكبر، موضحا أن الكثيرين بدأوا يشجعونه على إنشاء قناة على «يوتيوب»، ليعرف الناس أكثر عن فنه وموهتبه، مواصلا: «حاليا ببيع شغلي جملة و قطاعي، وبطور نفسي من شغلي، وطبعا إخواتي دعموني برأيهم ومساعدتي في التصوير واختيار الألوان، والحمد لله حاليا موفق بين دراستي وهواياتي وحلمي البرمجة».
تعليقات الفيسبوك