تمثال إله الموت «أنوبيس» من الخردة
«البعث والخلود» عقيدة آمن بها المصريون القدماء، وعاشوا عليها سنواتهم القديمة، وتحققت على يد مصطفى أمين، الشاب صاحب الـ34 عامًا، الذي أعاد إليهم إله الموت «أنوبيس» تمثالا من الخردة في شكل جديد وألوان زاهية، بقطع غيار السيارات والموتوسيكلات والتكاتك.
حاول الشاب الإسكندراني، صاحب الورشة الصغيرة لبيع المسامير، ومعدات وأدوات الحرفيين، والذي يهوى صناعة المجسمات من الخردة، عمل شيء مختلف وأكثر احترافية من أعماله السابقة للطائرات و«الروبوت» وغيرها، ما جعله يفكر في تمثال فرعوني، حسبما ذكر في حديثه مع «الوطن»، لافتًا إلى أنه اختار «أنوبيس» لصعوبته وكثرة التفاصيل به.
ما يقرب من 40 يومًا، قضاها «مصطفى» في تنفيذ تمثال إله الموت من الخردة، ما بين تجميع القطع والبدء والتنفيذ، بحسبه: «بدأت بالراس وقولت لو ماعرفتش أعملها كويس مش هكمل»، مستكملا أنها كانت أكثر الأجزاء صعوبة في التمثال، نظرًا للتفاصيل الكثيرة بها ودقتها، كما أنه غير دارس لهذا المجال، ويعتمد فقط على موهبته.
وتردد «أبو حمزة» يوميًا على بائع الخردة؛ لشراء القطع التي تساعده في إنجاز تمثال «أنوبيس»: «كنت بدخل عنده أقف على جبل خردة وأنقي قطعة قطعة»، مستعينًا بـ«قطع غيار سيارات، موتوسيكلات، تكاتك» مع «صاج، حديد تسليح، مواسير، وصواميل»، كما استخدم في قاعدة التمثال غطاء «فلتر» هواء لسيارة نقل كبيرة، وبعد الانتهاء منه رشه باللون الأسود والذهبي: «لاحظت أن الدهبي منتشر في تماثيل الفراعنة».
وفي كل مرة ذهب فيها «مصطفى» على بائع الخردة كان يصرف من 300 إلى 100 جنيه؛ لشراء القطع اللازمة، فضلا عن سلك اللحام الذي ثمنه 80 جنيهًا، واستخدم منه 2 في تصميم «أنوبيس»، بجانب المصاريف الأخرى: «كنت بلاقي حاجات محتاجها في النص أروح أشتريها وأكمل»، مضيفًا أنه فور عرض التمثال أمام ورشته أذهل المارة: «الناس بتقولي أنت هتجننا من اللي بتعمله»، ما جعله يعيده لداخل المحل، بعيدًا عن الأنظار.
وتعرض «أبو حمزة» للتعب من بسبب عمله في التمثال: «صدري تعبني من الدخان واللحام والبويا»، مضيفًا أن كثيرين طلبوا شراء التمثال، إلا أنه رفض: «عايز أخليه الأول وأعرضه والناس تعرف أنه بتاعي»، فضلا عن أنه أرهقه في تنفيذه، وأخذ منه مجهودًا كبيرًا لكبره «طوله 152 سم وعرضه 55 سم»، ما يجعله غير قادرًا على تحديد مقابل مادي لسعره.
تعليقات الفيسبوك