من بين الأكلات القديمة التى أحبها المصريون، وحافظ على طريقة عملها الأحفاد بعدما ورثوها عن الأجداد، ساندويتش «سكلانس الفسيخ»، الذى تبدع فيه عائلة «شرموخ» منذ خمسينات القرن الماضى، بحسب صفوت فاروق، 45 عاماً، من محافظة القاهرة، والذى يعشق التعامل مع الأسماك، لذلك قرر مساعدة والده فى المحل، رغبة منه فى تعلم تلك المهنة المتوارثة: «أبويا كان بيعمل الفسيخ والرنجة فى رغيف عيش فينو، طعمه كان روعة وورث الطريقة دى عن جدى، وهو عبارة عن رنجة وفسيخ مخلى معاهم فلفل أخضر وبصل وطحينة وليمون».
سنوات عديدة قضاها الشاب في تلك المهنة التي يعتز بأنها مهنة أسرته، ويعتبر أنه الحارس الأمين علي سر الصنعة التي تعلمها من والده الذي نقلها عن الأجداد.
أما «إيمان» فورثت أسرار «البالوظة» عن جدها، تلك الأكلة التى لم يسمع عنها كثيرون، أو ربما لم تُتَح لهم الفرصة لتذوقها، نظراً لاختفائها من الأسواق وندرة من يعملون بها، لذلك قررت أن تحافظ على ميراث جدها من الأكلة الشعبية، وتعدها لزبائنها فى منطقة الجمالية بسعر منخفض: «كنت بشتغل فى مدرسة خاصة، لكن كان فى بالى محل جدى اللى ورثه أبويا، واتقفل من فترة علشان محدش من إخواتى عايز يقف فيه، قلت خلاص هقف أنا فيه علشان أحافظ على اسم المحل، وأُحيى أكلة البالوظة، وأعرّف الأجيال الصغيرة بها».
منذ عامين تعمل «إيمان» فى إعداد «البالوظة»، حيث أتقنت تلك المهنة بشكل كبير، وأصبحت بارعة فى تجهيز الأطباق الجذابة: «طريقة عملها تتشابه مع المهلبية، ولكن القوام بيختلف عنها والطعم كمان».
وقررت «إيمان» أن تترك مجال التدريس بعدما كانت تعمل فى مدرسة خاصة لتكتفى بالحفاظ على مهنة الأجداد بعدما تركها جميع الأحفاد: «محدش شغال فى المهنة دى غيرى لأنى عايزه أحافظ على ميراث أجدادى، وأفضل محتفظة بسر الصنعة»
تعليقات الفيسبوك