بعد نحو 40 عاما من الظلام التام والاعتماد على الإحساس فقط، استعاد رجل بصره مرة أخرى ليرى أخيرا الضوء ويشعر بالحرية ويفعل ما يحلو له دون الحاجة للاستعانة بمساعدة أشخاص أخرين.
ووفقا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، استعاد رجل أعمى يبلغ عمره 58 عاما بصره جزئيًا، بعد إصابته بالتهاب السبكية الصباغي منذ ما يقرب من 40 عاما.
والرجل الخمسيني يعيش في «بريتاني» بشمال فرنسا، وتم علاجه بتقنية جديدة تعرف باسم «العلاج الوراثي البصري»، وهي عبارة عن تعديل الخلايا العصبية في العصب البصري بحيث تطلق إشارات كهربائية عند تعرضها لأطوال موجية معينة من الضوء، وبالتالي القدرة على التحكم الدقيق في الإشارات العصبية داخل الدماغ وفي أي مكان آخر.
وقال كريستوفر بيتكوف ، أستاذ علم النفس العصبي المقارن في كلية الطب بجامعة نيوكاسل، إن التهاب الشبكية الصباغي يصيب المريض بفقدان الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين، ويؤثر على أكثر من مليوني شخص في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يؤدي إلى العمى التام.
وتهدف التقنية الجديدة إلى استعادة الوظيفة البصرية في المراحل المتأخرة من المرض، عن طريق حقن فيروس غير ضار جرى تعديله ليحمل التعليمات الجينية لصنع بروتين طحالب مستجيب للضوء في العين، وهو ما حدث مع الرجل الفرنسي.
ويتم إدخال هذه التعليمات الجينية في خلايا عين محددة تسمى الخلايا العقدية للشبكية، وتتجاوز خلايا الشبكية التالفة، وتسمح بنقل المعلومات المرئية إلى الدماغ عندما تتعرض الخلايا المعدلة للضوء، ثم بعد ذلك يتم تسليم الضوء إلى عين المريض باستخدام نظارات واقية تلتقط صورًا من العالم الحقيقي وتحولها إلى نبضات في الطول الموجي المحدد الذي يستجيب له بروتين العلاج الجيني في الوقت الفعلي، مما يمكّن الرجل من الرؤية.
ويعد الرجل الفرنسي أول مريض يعالج كجزء من دراسة دولية تبحث في سلامة العلاج وتحمله.
فيما قال البروفيسور جوزيه آلان، بكلية الطب بجامعة بيتسبرج، والذي شارك في قيادة الدراسة، إنه في البداية لم يستطع المريض رؤية أي شيء، ثم بدأ يتحمس حينما أصبح قادرا على رؤية خطوط الشارع البيضاء وبعد ذلك تحسنت الرؤية لديه بالكامل مع التدريب، على الرغم من عدم استعادتها بالكامل ولا يزال غير قادر على التعرف على الوجوه.
ولا تزال هناك عقبات كبيرة يجب التغلب عليها قبل استخدام العلاج البصري الوراثي على نطاق أوسع ، بما في ذلك تحديد خلايا الدماغ ذات الصلة المراد تعديلها، وإيجاد طرق لإدخال مصادر الضوء بأمان إلى الدماغ.
وأكد الباحثون أنه إذا كانت العلاجات الوراثية البصرية للمؤشرات العصبية والنفسية الأخرى ستصبح حقيقة، فهناك حاجة إلى تعزيز الفهم الأساسي لهياكل الدماغ ذات الصلة.
تعليقات الفيسبوك