فيروس جدري القرود .. جائحة جديدة في انتظار البشرية: من الحمى حتى العمى
لاتزال أصداء عدوى الفطر التي ظهرت في الهند، بألوانه المختلفة تتردد في جميع أنحاء العالم، مثيرة مخاوف كثيرة حول الأوبئة القادمة، خاصة أن البشرية لا تزال تعاني من فيروس كورونا المستجد، «كوفيد 19»، والذي تجاوزت وفياته نحو 3 ملايين مواطن حول العالم.
وحذر أستاذ قسم علم الفيروسات بجامعة موسكو الحكومية، أليكسي أجرانوفسكي، من فيروس جدري القرود، والذي يمكن أن يؤدي إلى ظهور أوبئة جديدة مسببا جائحة جديدة.
وبحسب موقع «روسيا اليوم»، فإن فيروس جدري القرود يأتي على قائمة الفيروسات التي تهدد العالم، ومن الممكن أن يشكل خطرا جسيما على البشرية، إلا أن العالم الروسي أكد أنه لا يوجد ما يدعو للخوف، «يجب علينا العمل بشكل منهجي ودؤوب لدراسة فيروسات الحيوانات ذوات الدم الحار (الخفافيش والقوارض)، وفيروسات القراد والبعوض ومفصليات الأرجل الأخرى»، بحسب أستاذ علم الفيروسات.
فيما أوضح أستاذ علم الفيروسات، ألكسندر تشيبورنوف، أن احتمال انتقال الجدري من القرود إلى البشر، ضئيل للغاية، ودرجة العدوى منخفضة، ورغم ذلك يجب الحذر بشدة.
وهناك حاليا بحسب أستاذ الفيروسات، لقاحا ضد الجدري، وأن العمل جار لتحسينه، ولكنه يسبب ردود فعل سلبية خطيرة، فيما يواصل عدد من العلماء العمل في مجال التخلص من هذه العوارض الجانبية.
ماهو فيروس جدري القرود؟
وبحسب الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، فإن جدري القرود هو مرض فيروسي حيواني المنشأ (فيروس ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات)، مع أعراض مشابهة لتلك التي شوهدت في الماضي في مرضى الجدري، على الرغم من أنها أقل حدة من الناحية السريرية.
ويحدث مرض جدرى القرود في وسط وغرب أفريقيا، غالبًا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة.

سلالتان لمرض فيروس جدري القرود
وم تحديد مجموعتين وراثيتين متميزتين من فيروس جدري القرود، في حوض الكونغو وسلاسل غرب أفريقيا، حيث وجد أن الأول أكثر ضراوة وقابلية للانتقال.
كيف يتنقل جدري القرود؟
يصاب الشخص بمرض جدري القرود عن طريق انتقال سوائل الجسم أو الآفات الجلدية أو المخاطية من الحيوانات المصابة، إلى الإنسان.
ويمكن أن ينتقل مرض جدري القرود من إنسان إلى إنسان بشكل محدود نسبيًا، حيث يمكن أن تنجم العدوى عن الاتصال الوثيق بإفرازات الجهاز التنفسي أو الآفات الجلدية لشخص مصاب أو من أشياء ملوثة حديثًا.
وعادةً ما يتطلب الانتقال عبر جزيئات الجهاز التنفسي الرذاذ اتصالًا طويلًا وجهاً لوجه، مما يعرض العاملين الصحيين وأفراد الأسرة في الحالات النشطة لخطر أكبر.
أعراض مرض فيروس جدري القرود
عادة ما تتراوح فترة الحضانة لجدري القرود، من 6 إلى 13 يومًا ولكن يمكن أن تتراوح من 5 إلى 21 يومًا.

تتميز الأعراض بالحمى والصداع الشديد وتورم الغدد الليمفاوية، آلام الظهر، وآلام العضلات، والوهن الشديد.
يحدث الطفح الجلدي عادة في غضون من 1-3 أيام من ظهور الحمى، ويميل الطفح الجلدي إلى أن يكون أكثر تركيزًا على الوجه والأطراف وليس على الجذع.
يصيب الطفح الجلدي الوجه وراحتَي اليدين وباطن القدمين، كما تتأثر الأغشية المخاطية للفم والأعضاء التناسلية والملتحمة، وكذلك القرنية.
عادة ما يكون جدري القرود مرضًا محدودًا ذاتيًا تستمر أعراضه من 2 إلى 4 أسابيع.، ويمكن أن تشمل مضاعفات جدري القرود الالتهابات الثانوية والتهاب الشعب الهوائية والإنتان والتهاب الدماغ وعدوى القرنية مع فقدان البصر.
العلاج
لا يوجد حاليًا علاج محدد موصى به لجدري القرود، ولكن اللقاحات أثبتت فعاليتها بنسبة 85٪ في الوقاية من جدري القرود.
تعليقات الفيسبوك