«تعيش أنت يا حاج والله ما عندي أهل لو عندك أنت هات، امسحي دموعك يا آمال، فشر يا روحي إحنا غلابة، مع السلامة يا فطوطة».. بأداء كوميدي خفيف الظل، وحضور قوي، وطريقة إلقاء متباينة بين الأدوار الدرامية المختلفة التي انتقل بينها بأزياء مميزة، ترك الفنان الراحل سمير غانم تلك الأفيهات لتترسخ في قلوب وأذهان أجيال عديدة، تأثروا بشدة لرحيله.
رغم وفاة الفنان سمير غانم منذ أيام، متأثرا بمرض الاعتلال الكلوي وفيروس كورونا، إلا أن البعض مازال مصدوما، حيث لم يتمكن قطاع كبير من جمهوره تقبل فكرة رحيله، ليسارع الكثيرون لإحيائه عبر فنهم وأساليبهم الخاصة، متمنين أن تصل لأسرته لمواساتهم.
آمال سمير تصنع كاريكاتيرا لسمير غانم في شبابه: لسه في عينينا بيضحك
لحوالي 5 ساعات، زهدت آمال سمير بكل ما يحيط بها، بعد أن تلقت صدمة وفاة «سمورة»، الذي شكل طفولتها وجيلها بأكمله، لتتغلب على دموعها بصعوبة طوال تلك الفترة، بأن تصنع كاريكاتيرا لسمير غانم، منذ الساعة 11 ليلا وحتى بعد آذان الفجر.
اختارت رسامة الكاريكاتير، خريجة الرسوم المتحركة لكلية الفنون الجميلة، صورة شبابية للفنان الراحل، يظهر فيها بابتسامته الواسعة المعروفة وقميصه المزركش المميز، كأنه يطل منها على القلوب التي ستفتقده بشدة ليطمأنهم بإستمرار تواجده عبر أعماله وأفيهاته البارزة، ولرغبتها في إظهاره بكامل صحته وهيئته المعتادة.
«اسمه لوحده كان بيفرحني، كنت بسيب كل حاجة واتفرج على فطوطة حتى لما كبرت»، بحزن بالغ تعرب آمال سمير عن ألمها لرحيل «سمورة»، الذي تحفظ أعماله وإفيهاته عن ظهر قلب وتتابعها في كل مرة بعد عرضها، حيث لم تتخيل أن تتأثر بهذا الشكل البالغ من قبل.
كما أعادت نشر رسمة كاريكاتير سابقة لسمير غانم من مسرحية «أخويا هايص وأنا لايص»، التي ظهر فيها بالبداية في دور أنثى بشكل مختلف للغاية وكوميدي يثير الضحك.
وفي الوقت نفسه، على بُعد مئات الأميال، كانت تحاول أيضا سالي مجدي، التغلب على حزنها الضخم داخل غرفتها البسيطة التي تزدحم بالرسومات والألوان فور رحيل «فطوطة» الذي أحبته منذ صغرها، وارتبطت بشخصيات «عبدالسميع اللميع» و«مسعودي» و«سمير» و«ميزو»، لتنكب على أدواتها من «طبق وملعقة وخلة أسنان» لتصنع صورة له بالعسل الأسود الممزوج بالطحينة البيضاء.
خلال ساعة، صنعت الفتاة العشرينية، رسمة لسمير غانم بالعسل الأسود والطحينة البيضاء، دمجت فيهم صورة له بشبابه وأخرى حديثة، يظهر فيها بضحكته ونظارته المميزة، حيث اعتادت صناعة رسومات للفنانين الراحلين، ولكنها سارعت بذلك هذه المرة لحبها الشديد للفنان الراحل، الذي صنع جانبا كبيرا من طفولتها، قائلة: «مش هننساه».
تعليقات الفيسبوك