الحياة مليئة بالأبواب التي نطرقها يوميا آملين أن نجد خلفها ما يحسن حياتنا، ويجعلها أكثر سعادة وبساطة، وكلما كنت مثابرًا ومكافحًا وطرقت عددا أكبر من تلك الأبواب، كلما كانت الحياة أكثر إنصافا لك، لأنك في مرة ما ستجد خلف أحد مئات الأبواب التي طرقتها، ما تبحث عنه، وهذا ما يحاول عمرو السيد أبو اليزيد الشهير بـ«عمرو التوني»، فعله دائما حتى أصبح صاحب «عربية سندوتشات» التي يسميها «بابا توني»، يتنقل بها من شارع لشارع آخر، ساعيا وأملا في أن يحولها إلى سلسلة مطاعم كبيرة مستقبلا.
حكاية «عمرو» المتزوج ويعول فتاة تدعى «كنزي»، مع مشروعه «بابا توني»، بدأت فعليا قبل سنوات طويلة، من الحياة العملية بمجالات عدة كل مجال فيهم أكسبه خبرة ما، ساهمت في إقدامه على هذا المشروع الصغير وتحويله إلى حقيقة.
يقول عمرو في بداية حديثه مع «الوطن»: «اشتغلت حاجات كتير أوي وكل حاجة تقريبا اشتغلتها، عشان الحياة بتحب السعي والمعافرة، وقبل عربية السندوتشات، كنت بشتغل دهانات السيارات مع والدي، وبعد كده اشتغلت في المطاعم والكافيهات، وكمان اشتغلت عامل في بنزينة وكمان في محلات الموبايلات».
وأضاف: «كل عمل مارسته من قبل أكسبني خبرة استغليتها في تنفيذ مشروعي الصغير، لما كنت شغال في المطاعم كنت بحاول اتعلم من الشيفات لأني بحب المطبخ وبحب أدخله بس مش كل الناس كانت بتحب تتعلم، لدرجة أني كنت بدخل المطبخ عندي وبعمل وبفنن في سندوتشات من بواقي الأكل طالما طعمها لايق على بعضه».
3 شهور
ورغم كل المجالات التي عمل بها «عمرو»، إلا أنه مرت عليه فترة صعبة، لم يجد بها أي عمل يستطيع من خلاله أن ينفق على أسرته، فبدأ يلجأ لحيلته المعتادة ويطرق كل أبواب التي من الممكن أن يجد خلفها عمل ومورد رزق له، حتى عثر بالصدفة على «عربية أكل خردة» معروضة للبيع، ففكر أن يشتريها ويستغل مهاراته في تجديدها وتعديلها لبيعها بعد ذلك، موضحا: «في الفترة دي حرفيا مكنشي معايا جنيه في جيبي ولما شفت العربية دي اتصرفت في مبلغ 300 جنيه واشتريتها، عشان كنت عارف هجددها ازاي، وفعلا حولتها تماما بس للأسف ملقتيش حد يقدر الشغل اللي عملته فيها، ومعرفتيش ابيعها لأن الكل كان شايفها في الأول والآخر مجرد عربية أكل».
اقتراح على سبيل الدعابة
فشل «عمرو» في تسويق سيارته بعد تعديلها، لكن هذا الفشل حوله إلى مشروع حقيقي، حيث استغل دعابة زوجته التي تجيد عمل السندوتشات بشكل كبير، حيث كانت تمازحه قائلة: «والله احنا لو فتحنا عربية أكل، لنغطي على كل المطاعم»، وهنا أنارت في عقله فكره استغلال السيارة التي عدلها وجددها بالفعل، للبدء في مشروعه «بابا توني»، موضحا: «من هنا جت في بالي الفكرة وقلت إني عندي بالفعل عربية أكل وشكلها شيك جدا، وأنا اللي معدلها على إيدي وعارف كل حاجه فيها بدأت اشتري بضاعة وعدة حاجة في حاجة وأخزنها، لحد ما لقيت مكان جنب ناس قرايبي في شارع جانبي وكنت بعمل أحلى ساندوتش حلو وحادق ممكن تأكله في حياتك بفضل ربنا».
سعي ومعافرة
وبهذا المشهد لم تنتهي حكاية «عمرو»، حيث يسعى بكل الطرق أن يحافظ على مشروعه ويقننه ولهذا يعمل حاليا على استخراج التراخيص الخاصة به، مصرحا في نهاية حديثه مع «الوطن»: «قدمت ورقي في الحي اني ابقي قانوني ولحد دلوقتي متقبلش معرفش ليه ولما بروح أسأل بيقولي لسه مفيش حاجه وصلتنا مع اني مقدم بقالي اكتر من سنتين تقريبا»، مؤكدا أنه سيستمر في سعيه حتى يقنن أوضاع مشروعه ولا يجبره أحد على ترك الشارع، لافتا إلى أنه كان يجبر في بعض الأحيان على العمل ليلا فقط، هربا من مسؤولي الحي، ومشيرا إلى أنه يجب أن يشكر بشدة زوجته والده ووالدته وصديقين له، على دعمهم الدائم له ولمشروعه، الذي يحلم بأن يصبح سلسلة مطاعم كبيرة في يوم ما.
تعليقات الفيسبوك