قصص متحدي الإعاقة وذوي الهمم، مليئة بحكايات أبطال حقيقيين، يتخطون الكثير من التحديات والصعوبات كل يوم، حتى يحصلوا على أبسط حقوقهم آملين في حياة آدمية كريمة فقط لا أكثر من ذلك، وحكاية الشاب أحمد أبوسعيفة خير دليل على تلك الأحلام والأمنيات البسيطة، حيث لا يأمل سوى بوظيفة تناسب ظروفه الصحية ومؤهله الدراسي.
وأجبر ضمور بعض خلايا المخ، أحمد أبوسعيفة ، على الجلوس على الكرسي المتحرك منذ ولادته حتى الآن، ومن حينها ويعيش رفقة والده المتكفل بكل مصاريفه، كونه لا يجد وظيفة تكفل له مورد رزق دائم ومستمر وفي نفس الوقت لا يتحصل على معاش يُدبر منه احتياجاته.
«أبو سعيفة» ورغم كل تلك الظروف الصحية الصعبة، وضمور خلايا المخ التي أصابته بشلل بأطرافه الرباعية، نجح في الحصول على مؤهل متوسط «ثانوية أزهرية»، حيث يقول في بداية حديثه مع «الوطن»: «أهلي ساعدوني جدا بصراحة على ما قد أقدرت أوصل للمستوى ده في التعليم، وكان نفسي أكمل لأبعد من كده، بس الموضوع كان صعب».
قرية زهور الأمراء
ويسكن الشاب صاحب الـ 28 عاما بقرية زهور الأمراء بمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، وكان قد نجح في الحصول على عمل ضمن نسبة توظيف الـ5% المقررة لذوي الهمم، بإحدى شركات القطاع الخاص، وسارت الأمور بشكل جيد لشهور قبل أن يترك هذا العمل، ويجبر على العودة من جديد للاعتماد على والده في تدبير أموره المادية، موضحا: «أنا كنت موظف فى شركة بيوكسل فارما للأدوية تبع نسبة الـ5٪ المقررة لذوى الإعاقة، وكله تمام».
4 شهور
لكن بعد ذلك بأربعة شهور فقط، لم يعد يحصل على مرتبه من تلك الشركة، حيث يشير «أبو سعيفة» إلى أنه فوجىء بانقطاع المرتب الذي كان يحصل عليه من الشركة، وحين سأل عن سبب ذلك أخبروه أن هذا سبب أزمة مالية، مستطردا: «قولت مش مشكلة نصبر للشهر اللي بعده، بس جيه الشهر اللي بعده وبرضه مفيش مرتب، وساعتها قالوا لنا الشركة هتقفل ومفيش مرتبات».
أصول الأوراق
وأمام هذا حاول الشاب العشريني أن يحصل على أصول أوراقه الرسمية المتواجدة بالشركة، بعدما علم أنها ستغلق أبوابها وليس هناك أمل في عودة الأمور إلى ما كانت عليه، فأخبره حينها الموظفون أن هناك مشكلة كبيرة ولن يستطيع الحصول على أوراقه في هذه الفترة عليه الانتظار حتى يتم حل تلك المشكلة.
لا مرتب ولا معاش
ومن حينها ويعيش «أبوسعيفة» بلا مرتب ولا معاش، معللا سبب عدم حصوله على معاش إلى أنه مؤمن عليه من قبل الشركة التي كان يعمل بها، ولهذا وفقا للقانون لا يستحق معاش، معربا في نهاية حديثه مع «الوطن» عن كل ما يتمناه، والذي اختصره في حلمين بسيطين، وهما «نفسي أقابل الرئيس السيسي، ونفسي في وظيفة تناسب دراستي وظروفي الصحية أعيش منها».
تعليقات الفيسبوك