بعد ٣٥ عاما من أسوأ كارثة في التاريخ.. جولة داخل مفاعل تشيرنوبل النووي
«26 أبريل» في مضمونه هو مجرد تاريخ عادي يمر على الملايين دون حدث مميز، لكنه تاريخ لم يستطع العالم نسيانه وتحديدًا في عام 1986، حيث كان شاهدًا على أسوأ وأبشع كارثة نووية تشهدها الكرة الأرضية، خلفت ورائها عددًا كبيرًا من الضحايا لم تتح لهم الفرصة لقول حتى كلمة «وداعًا» لعائلاتهم.
في 26 أبريل عام 1986، كان الفنيون والمهندسون العاملون بمفاعل تشيرنوبل النووي بمدينة بريبات الأوكرانية على موعد مع وردية مسائية بدأت في نحو الساعة الثانية عشر صباحًا، وبسبب رغبة «أناتولي ستيبانوفيتش دياتلوف» نائب كبير المهندسين بمحطة «تشيرنوبل» للطاقة النووية في إثبات نجاح إجراءات السلامة داخل المفاعل وأنه جاهز للعمل رسميًا بالتعاون مع فيكتور بريخانوف، حدثت الكارثة النووية المصنفة بـ«أسوأ كارثة في التاريخ».
كيف حدثت كارثة تشيرنوبل؟
في 26 أبريل 1986، أدى الارتفاع المفاجئ في الطاقة أثناء اختبار أنظمة المفاعلات إلى تدمير المفاعل 4 من محطة الطاقة النووية في تشيرنوبيل الأوكرانية في الاتحاد السوفيتي السابق، وأدى الحادث والحريق الذي أعقب ذلك إلى إطلاق كميات هائلة من المواد المشعة في البيئة.
وكان العلماء السوفييت قاموا في عام 1977 بتركيب أربعة مفاعلات نووية من طراز« RBMK» في محطة الطاقة، التي تقع جنوب ما يُعرف الآن بحدود أوكرانيا مع بيلاروسيا، وفقا لـ«ناشونال جيوجرافيك».
وفي 25 أبريل 1986 ، تم جدولة الصيانة الروتينية في المفاعل الرابع لمحطة تشيرنوبل للطاقة النووية، وخطط العمال لاستخدام وقت التوقف لاختبار ما إذا كان المفاعل لا يزال يمكن تبريده إذا فقدت المحطة الطاقة، وفي الساعات الاولى من صباح يوم 26 أبريل، أثناء الاختبار، انتهك العمال بروتوكولات السلامة واندفعت الطاقة داخل المحطة، على الرغم من محاولات إغلاق المفاعل بالكامل، ما تسببت زيادة أخرى في الطاقة في حدوث سلسلة من الانفجارات في الداخل، وأخيرًا تم الكشف عن النواة النووية نفسها، مما أدى إلى قذف مادة مشعة في الغلاف الجوي.
حاول رجال الإطفاء إخماد سلسلة من الحرائق في محطة الطاقة، وفي النهاية ألقت المروحيات الرمل والمواد الأخرى في محاولة لإخماد الحرائق واحتواء التلوث، ومؤخرا تم بناء حاجز خرساني ليحطي بالمفاعل الرابع بالكامل تجنبًا لتسرب أي إشعاعات بعد نحو 35 عامًا من حدوث الكارثة.
وفي عام 2019، بعد عرض مسلسل «تشيرنوبل» الشهير على منصة «HBO» الأمريكية، أصبحت تشيرنوبل من الأماكن المحببة التي ازداد عدد زيارتها والبحث عنها بعد سنوات من الكارثة، حيث لجأت السلطات إلى تغطية المفاعل الرابع الذي وقع به الانفجار بغطاء خرساني منعًا لتسرب أي إشعاع.
جولة داخل مفاعل تشيرنوبل النووي
ونشر الباحث دارمون ريختر، كتابًا يتحدث عن أماكن مدينة بريبات بعد 35 عامًا من الكارثة، ووثق به صورًا عما يحدث بها آلان، حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
غرفة التحكم 4
وهي الغرفة التي حدثت فيها كارثة عام 1986، والآن تم تجريدها من العديد من المعدات وتنظيفها من الغبار وأصبحت آمنة للزوار.
غرفة التحكم 3
كما ظلت هذه الغرفة والمفاعل 3 المرتبط بها قيد الاستخدام حتى عام 1995 عندما خرجتا من الخدمة بعد اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وحاليًا المفاعل بأكمله متوقف عن العمل.
مفتاح القتل الذي سبب الكارثة
وكان الجزء العلوي الأيسر من هذه الأزرار المحمية ذات الشكل المكعب والمشار إليها بـ «A3-5» هو مفتاح القتل الذي سبب الكارثة، ويعمل مفتاح التحكم اليدوي على إنهاء تفاعل الانشطار على الفور عن طريق إدخال جميع قضبان التحكم مرة واحدة.
وفي 26 أبريل 1986، وتحديدًا الساعة 1.23 صباحًا، شهدت غرفة التحكم 4 المجاورة تحريك هذا المفتاح وحدث عطل، مما تسبب في الانهيار.
غرفة التحكم 2
وظهر في الصورة وحدات التحكم، التي خرجت من الخدمة بعد حريق في عام 1991.
تعليقات الفيسبوك