تصارع من أجل العيش بكرامة، لا سند لها سوى عكازها الذي تتكئ عليه، قبل أن تبدأ رحلتها اليومية الشاقة، بجر عربة صغيرة مليئة بلعب الأطفال في شوارع المنصورة لترسم البسمة على وجوه الأطفال عند شرائهم الألعاب التى تتراوح أسعارها بين 5 و40 جنيها، لتحصل على ما يكفى قوت يومها، ويمكنها من مواصلة اليحاة برغم المشقة.
في شوارع مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، اختارت «فاطمة على عبدالعال»، 63 عاما، التصدي لمتاعب الحياة بالعمل والاجتهاد بدلا من طلب المساعدة، تحكى أنها انفصلت عن زوجها وقامت بتربية أولادها، الأكبر 28 عاما والأصغر 25 عاما، ومع قسوة الأيام وقلة فرص العمل لأبنائها وضيق سعة اليد اضطرت للعمل لتكفى حاجتها، فتجولت بين المحافظات وفي يدها حقيبة ملابس تشتري من المحال التجارية وتبيع في القرى والنجوع.
وتقول فاطمة، إنها بمرور الوقت اصيبت بالتهاب في فقرات الظهر والرقبة واصبحت لا تستطيع الحركة بالإضافة إلى الضغط والسكر، ولضيق الحال وارتفاع إيجار غرفتها قامت بشراء عربه صغيره لحمل البضائع واختارت العاب الاطفال لوزنها الخفيف.
تقول فاطمة في حديثها «للوطن»، « أنا مبسوطة بتعاطف الناس معايا وحبهم ليا وده اللى بيشجعنى علي الاستمرار، خاصة في شوارع المنصورة وسط ناسها الطيبين»، موضحة أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلتها معروفة بالشوارع وسط ترحيب وتشجيع من المواطنين.
وعن معيشتها تقول إنها تسكن في غرفة صغيرة بعزبة الشال بالمنصورة وحيدة، ولا تستطيع تحمل أعباء الإيجار والمعيشة: «مش عايزة حاجة من الدنيا غير حياة كريمة، وغرفة أعيش فيها».
ورغم المشقة التي تتحملها، كل يوم وهي تجر العربة، إلا أن عزيمتها مستمرة في التجول بشوارع المدينة باحثة عن قوت يومها بشرف.
تعليقات الفيسبوك