هربت من الإيجار الباهظ، وخرجت عن المألوف، تركت الرفاهية والاستقرار، وتخلت عن شقة المعيشة وصنعت لنفسها عالم خاص بها هي المتحكمة فيه والمسيطرة وحدها، فاتجهت «يارا» إلى بناء حياة أخرى بداخل أتوبيس نقل جماعي، من خلال تحويله إلى مسكن للمعيشة، فقامت بإعادة بناءه وهيكلته مرة أخرى، ومن ثم صممت أثاث منزلي وديكور راقٍ بهيئة الأتوبيس الجديدة.
يارا شلبي، مهندسة من سكان التجمع الخامس، قررت أن تخرج عن القالب التقليدي في الحياة السكنية، وقامت بشراء أتوبيس قديم كبير 48 راكب بمبلغ 110 ألف جنيه، واتخذته مسكناً لها من خلال تحويله إلى عَش سكني جديد: «أول حاجة خلتني اشتري الاتوبيس أن الإيجار كل فترة بيزيد، فكرت بعد 4 سنين هيبقى غالي علي قوي فليه مشتريش مسكن لي خاص بي بفلوس قليلة، وفي نفس الوقت يكون متحرك مش ثابت وبعدها روحت اتفق مع شركة أتوبيسات خاصة، واشتريته وبعدين خلعت كل الكراسي وكان الأتوبيس كان فيه مشاكل صدأ وباروما ودي عالجتها الأول عندي ميكانيكي» بحسب «يارا».
تقسيمة الأتوبيس
قسمت «يارا» الأتوبيس إلى غرفة نوم رئيسية لها وموقعها بأخر الأتوبيس، وغرفة لطفلها ومكانها بالمقدمة مقعد السائق سابقاً، وفي الركن الأيسر من دخلة الأتوبيس كرسيين وأمامها كنبة للإستراحة، ثم يوجد المطبخ قطعتين وبوتجاز وميكرويف وتلاجة، وكبينتين للحمام، أما الصرف الصحي والمياة، فقامت بشراء خزانين بسعة 600 لتر: «كل ما يتملى الصرف الصحي هروح لأقرب مكان فيه صرف وهرميه فيه بالخرطوم وده هيحصل كل 4 أيام مثلا لأنه خزان كبير».
التكلفة 300 ألف جنيه
خضع الأتوبيس إلى عدة صيانات، وحالياً بمرحلة التنجيد وفرش الأثاث، وتنظيم الديكور وعمل دهانات للجدران ولونها أبيض فاتح حتى يعطي مساحة أوسع له: «الفرش والديكور كلفني 100 ألف جنيه والأجهزة الكهربائية جبتها من شقتي الأساسية وعاملة للأتوبيس طاقة شمسية فوق سطحه وده كلفني 100 ألف جنيه ودي الشركة تعاونت معايا أنها هتقسطهم لي».
حلم الأتوبيس
تقول «يارا» إنها تجربة جديدة لكن مختلفة: «ده كان حلمي من زمان أني أعيش في حاجة زي الكراكون في الشارع ومحدش من أهلي اعترض خالص لأنهم متفتحين شوية وسايبني اتصرف بالشكل المريح لي» ووفقاً إلى «ياراً» ستنتهي من فرش وتجهيز الأتوبيس في نهاية شهر رمضان الجاري، وستقيم به بمنطقة التجمع الخامس المكان الذي اعتاد عليه، ويوجد ببطاقتها الشخصية أيضاً.
ولنظام الأمان والحماية داخل الأتوبيس، وضعت «يارا» باب شقة بدلاً من بوابة الأتوبيس المعروفة، وقامت أيضاً بتغيير نظام الشبابيك وجعلها متحركة بدلاً من ثابتة للحصول على تهوية جيدة.
تعليقات الفيسبوك