رغبتها في تربية صغارها السبعة بعد وفاة زوجها، دفعها إلى محاولة كسب الأموال بأي طريقة، الأمر الذي كان سببا في قبولها أن تعمل في مطعم لتقديم الوجبات السودانية، رغبة منها في توفير نفقات ذويها، حتى عرضت عليها صديقتها المصرية، أن يتشاركا معا في مطعم للوجبات السودانية في منطقة الدقي بمحافظة الجيزة، على أن تشارك هي بالمجهود، وتقوم بإعداد المأكولات التي تناسب الذوق المصري.
كفاح أم سودانية لتربية أبنائها السبعة
سبعة صغار كانت أمونة خليفة، من السودان، بمثابة الأب والأم لهم، بعدما فقدت زوجها منذ عشرة أعوام، لتبدأ بعدها رحلة كفاح وشقاء لتربية أبنائها الصغار: «ربنا قدرني وسترت 5 منهم، وباقي الولد الوحيد وده عنده مرض نفسي وكنت بعالجه في العباسية قبل فيروس كورونا ما ينتشر ويكون سبب في إني اقعده في البيت، لحد ما أرجعه السودان لأهلي، علشان الجيران بتشتكي منه وبخاف أسيبه لوحده، ومعايا بنت تانية لسه متجوزتش في كلية الطب ودي مخطوبة».
جهزت «أمونة» بناتها من أحد المحلات في منطقة الدقي، من خلال تقسيط المبالغ المستحقه عليها: «فيه محل تحت البيت بيقسط ليا فلوس العفش بتاع العيال، وأنا بسدد له من شغلي».
نجحت «أمونة» في كسب محبة المصريين وجذبتهم إلي المطعم الخاص بها، من خلال الحرص علي تقديم اكلات تتناسب مع الذوق المصري في الأكل، وهو ما نجحت فيه، وذاع صيتها كثيرا بين المصريين: «عندي زباين كتير بييجوا من كل مكان، وبيعحبهم الأكل بتاعي، وخصوصا اللحمة، لأني بعملها بطريقة خاصة، نفس اللي عندنا في السودان، ودي عجبت المصريين».
طريقة عمل اللحوم، جعلت العديد من المصريين يقبولون عليها، ما شجع «أمونة» على شراء تلك اللحوم من السودان، حيث يتم ذبحها في منطقة المرج: «بحط رمل الأول وبعد كده حجر وفوقه دهون، علشان متتحرقش اللحمة، وبعد كده بحط اللحوم وعليها الشطة والبهارات وأسيبها ربع ساعة لحد ما تكون جاهزة».
تلك الطريقة أحبها المصريون كثيرا، حيث زاد الإقبال علي المطعم مؤخرا على الرغم من أنها تعمل منذ ما يزيد عن 13 عاما، ولكن مع الاهتمام بالذوق المصري في الأكل زاد الإقبال علي المطعم: «عندي مصريين كتير، وكلهم بيحبوا اللحم، وخصوصا أم تشكو، وده اسم الأكلة، ده غير الكونية والعفوص».
تحلم«أمونة» أن تمتلك مطعمًا خاصًا بها لتقدم من خلاله كل ما هو جديد من أكلات سودانية يحبها المصريون.
تعليقات الفيسبوك