بتقف في الشارع تبيع حمص الشام..كفاح «أم» مع 3 أولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة
علي الرغم من تقدمها في العمر إلا أنها لازالت تعمل بجد حتى توفر لأبنائها الحياة الكريمة، تقف في الشارع وأحيانا أخرى تتجول ومعها «عربية حمص الشام» والتي تعتبر مصدر دخلها الأوحد، بعدما انفصلت عن زوجها منذ 8 سنوات، لتجد «سحر محمود» من منطقة العبور، نفسها أمام واقع مرير، لابد لها أن تتكيف معه، وإلا سيكون مصير أبنائها غير معلوم.
3 أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، هم كل ما خرجت به السيدة الخمسينية من الحياة، تراعهم ولا تقبل أن ينظر لهم أحد نظره سوء، تتكفل بهم، وتعتني بكل واحد منهم بشكل كافي، حتي لا يشعروا يوما أنهم عالة علي أحد: «ملهمش غيري وماليش غيرهم، وانفصلت أنا وأبوهم من 8 سنين، ومن وقتها بقوا هما كل حياتي، وبحاول علي قد ما أقدر أوفر لهم كل حاجة محتاجينها».
خوفها علي ابنتها، «منة الله» 17 سنة، والتي تعاني من متلازمة داون، دفعها إلي العمل في المدرسة الفكرية التي تدرس بها ابنتها، حتي تظل إلي جوارها، لا تغيب عنها: «مهنش عليا اسيبها لوحدها، روحت المدرسة اللي هي فيها وقدمت علي شغل، ودلوقتي شغاله دادة معاهم، كل ده علشان ماتغيبش عن عيني لحظة واحدة».
كفاح تلك الأم بدأ بعدما انفصلت عن زوجها، منذ 8 سنوات، وقررت أن تعمل في مصنع ملابس، كي توفر نفقات أسرتها، ولكن لم يدم العمل طويلا وذلك نظرا لأنها كانت تظل مدة طويلة بعيدة عن أبنائها، ومن هنا فكرت أن تدخر بعض الأموال كي تشتري «ماكينة خياطة»، لتضمن أن تظل إلي جوار أبنائها: «لاقيت الفلوس مش كفاية، جيبت عربية حمص شام، ونزلت وقفت بيها في الشارع بقالي 5 سنين، علشان أقدر أوفر لهم مصاريفهم، مش عايزيهم يمدوا إيدهم لحد».
مع دقات السادسة صباحا، تستيقظ «سحر» كي تذهب رفقة ابنتها إلي المدرسة الفكرية، ومن ثم بعدما تنتهي من العمل داخل المدرسة، تعود كي تقوم بتجهيز حمص الشام، لتقف به في الشارع: «بنتعايش مع الوضع، وبقف من 4 العصر لحد 12 بليل، وربنا بيرزق، لأنه مبينساش حد».
تحلم الخمسينية بأن تمتلك محلا بدلا من أن تظل هكذا في الشارع: «الجيران أوقات بتشتكي من وقفتي علشان كده نفسي في محل بدل وقفة الشارع».
تعليقات الفيسبوك