مهنة التنجيد توارثها من والده في قرى صعيد مصر، يعمل بها منذ أن كان في المرحلة الابتدائية، وطور من نفسه وأصبح «أسطى» يحب الجميع شغله، لكنه لم ينسى حلمه بأن يصبح مهندسًا، وهو ما حققه بالفعل بعد نجاحه في الثانوية العامة.
يعمل ريمون هاني، 21 عامًا، والمقيم في إحدى قرى سوهاج، منذ أن كان في نهاية المرحلة الابتدائية، بحسب حديثه لـ«الوطن»، بدأها في مهنته الأصلية «منجد» مع والده، إلا أن الأب كان يريده أن يعتمد على نفسه بعيدًا عنه كأغلب حال أهل الصعيد، وهو ما فعله الطفل الصغير وقتها.
تعب الشاب الصعيدي أوصله للهندسة
بدأ «ريمون» في التنقل بين المهن المختلفة، من بائع خردوات وأدوات مكتبية، ثم إلى محل أحذية، وبعدها بائع في محلات الأدوات المنزلية، إلى أن دخل الثانوية العامة، وأصبح الأمر صعبًا عليه ماديًا، فاضطر للعمل «عتال» لدى المحلات يحمل لهم البضائع على العربات وينزلها: «كنت باخد في الشهر 1000 جنيه، وكانوا بيكفوني وقتها».
شغل بالنهار ومذاكرة آخر اليوم
في بداية الثانوية العامة من الصف الأول إلى الثاني كان الشاب العشريني يوازن ما بين العمل في الصباح والمذاكرة والدروس في منتصف اليوم، حسبما ذكر، حيث تقابل مع حرفي في مهنته «التنجيد» وعمل معه: «كنت بتحاسب على شغلي اليومي وأروح أذاكر»، إلا أن الشهادة الثانوية تطلبت منه التفرغ لها، خاصة أن لديه حلم قديم تمنى تحقيقه «كلية الهندسة».
تفرغ «ريمون» عقب دخوله إلى الصف الثالث الثانوي إلى المذاكرة والدروس، حتى وصل إلى حلمه الذي تمناه منذ أن كان صغيرًا، ونجح بمجموع 96%، والتحق بكلية الهندسة جامعة سوهاج قسم كهرباء: «حققت حلمي من أولى إعدادي».
4 أيام هندسة و3 تنجيد
لم يتوقف الطالب بالفرقة الثالثة بكلية هندسة سوهاج عن العمل بجانب الدراسة، حيث يقيم في المدينة الجامعية 4 أيام للدراسة، وباقي الأسبوع يعود إلى قريته للعمل مع والده في مهنته الأم «التنجيد»، وينجز بعض أعماله الخاصة في نفس الحرفة.
تعليقات الفيسبوك