بينما كانت الساعة تشير للحادية عشرة مساء، كان محمد وجدي، من أبناء محافظة بورسعيد، ذاهبا إلى منزله، عندما شاهد طفلا، 9 أعوام، يجلس على الرصيف بأحد شوارع المدينة، مرتديا ملابس نظيفة وملامح البراءة على وجهه، ولا يشبه أطفال الشوارع من قريب أو بعيد، لكن ما لفت نظر وجدي، هو أن المارة تجمعوا حوله ليمنحوه المال والطعام، لكن الطفل كان يرفض كل المساعدات.
وعلى الفور توقف وجدي، وسأل الطفل عن اسمه فأجابه بأنه يدعى العربي عادل جلال، فسأله عندما رفض الطعام: «أومال عاوز إيه»، فرد: «عاوز أروح لأبويا وأمي»، ليبدأ الشاب في تتبع هذه القصة الغريبة، بحسب ما رواه لـ«الوطن».
من الشرقية إلى بور سعيد: عاوز أروح لأبويا وأمي
حاول «وجدي» سؤال الطفل الصغير عن محل إقامته وأهله، فرد عليه الطفل بأنه من محافظة الشرقية وأتى إلى هنا - محافظة بورسعيد - بسبب والديه: «لقيته بيقول لي أنا أبويا وأمي ركبوني القطر وقالوا لي روح ومتجيش تاني».
ظل «العربي» في القطار القادم من الزقازيق إلى نهاية الخط في محافظة بورسعيد، وعندما نزل جلس في أقرب مكان من المحطة، وعلم «وجدي» أن لديه شقيقين غيره، وهو الوحيد في أسرته غير المتعلم، وكان يعمل في مطعم فول وطعمية لمساعدة أسرته، بحسب رواية الطفل للشاب وجدي: «كان بيقول لي إنه كان شغال في مطعم، بيمسح ويكنس ويغسل طول اليوم وبياخد 30 جنيه، وأمه آخر اليوم كانت بتاخدهم منه»، مضيفًا أن لديه شقيقة في نفس عمره.
وعقب علمه بالتفاصيل، تواصل «وجدي» مع المباحث لمساعدة الطفل في العودة إلى أهله: «احتمال يودوه دار رعاية، ورفض ياخد مننا أكل وفلوس، بس أنا مش عاوز يروح دار رعاية، لو دار مسنين أفضل له، هو رافض يروح أي مكان هو عاوز يروح البيت بس».
تعليقات الفيسبوك