الطفلتان ساربيث وأميليا
منذ بدء حياتهما الزوجية معا، تشاركا اللحظات المرة قبل الحلوة وتخطوي الصعاب معا، وعندما علمت الزوجة بحملها انتظرا تحقيق الأمنية، ولكن عند الكشف عن نوع الجنين صدمهما القدر بمفاجأة غير متوقعة، حيث اكتشفت الزوجة أنها تحمل توأمًا ملتصقًا يحتاج لمعجزةٍ للنجاة من الموت.
في فبراير عام 2019، شعر الزوجان «فيل» البالغ من العمر32 عاما و«أليسون» صاحبة الـ 33 عاما بسعادة بالغة بعدما علما بقدوم مولودهما الثاني، وأثناء إجراء فحص الـ20 أسبوعا، كان لدى الزوجة خطط كبيرة من أجل اختيار الاسم مع شقيقتها في انتظار إعلان الطبيبة فقط نوع المولود.
وفور بدء أخصائية التصوير بالموجات الصوتية الكشف، غابت قليلا قبل أن تستدعي الطبيبة والتي أخبرت السيدة الأمريكية «أليسون» أنها حامل في توأم ملتصق وينبغي أن تقرر ما تريد فعله، وهي الكلمات التي أصابت الأم بالانهيار التام وهدم أحلامها وزوجها.
وقرر الزوجان استشارة أطباء آخرين، وأجمع الجميع على أن احتمالات نجاة الجنينين ضعيفة للغاية، حيث تتشارك الطفلتان الكبد وعظم القص وصولا إلى سرة البطن، وفقا لصحيفة «ميرور» البريطانية.
وفي مستشفى «ميتشيجان»، قرر الأطباء متابعة الحمل مع السيدة الأمريكية كل أسبوعين، وحين جاء موعد الولادة، استعد الجراحون لجراحة نادرة للغاية وغير تقليدية.
ويقول جراح الأطفال جورج بي ميخاليسكا إنه من النادر جدًا أن يلتصق طفل واحد فقط من بين كل مائة ألف إلى مائتي ألف طفل بهذه الطريقة، ومعظمهم يولدون ميتين ومن بين القلائل الذين بقوا على قيد الحياة، يموت الكثيرون منهم بعد الولادة بوقت قصير.
وخلال الأسبوع الـ25، علم الزوجان أن الطفلتين لا تتشاركان قلبا واحدا ما أعطى فرصة لنجاح عملية الانفصال وإنقاذهن، ومن أجل تبسيط الأمور قام الأطباء بخياطة دميتين معا بنفس الطريقة التي عليها التوأم لإيصال الصورة كاملة للزوجان، وكانت الخطة أن يصل الحمل إلى 37 أسبوعا.
وفي الأسبوع الـ33، لاحظ الأطباء تباطؤ تدفق الدم في الحبل السري الذي تشاركه الفتيات، وبالتعاون من فريق ضخم من الجراحين، أنجبت «أليسون» كلا من «ساربيث» و«أميليا» في يونيو عام 2019، وكانت الطفلتان ملتصقتين بين الصدر والبطن ومنذ الولادة وهما في الحضانة بالعناية المركزة ولكنهما كانتا تتعانقان على نحو مذهل.
وقضيت الطفلتان 85 في العناية المركزة مع أنابيب تغذية ملتصقة بهن، وخضعتا لجراحة توسيع الأنسجة مع وضع بالونات تحت الجلد للسماح بالفصل وإعادة البناء، وما زاد الأمر تعقيدا هو إصابة الطفلتان بالتهاب رئوي، ثم جائت جائحة كوفيد 19 لتؤجل كل شيء، وفي 5 أغسطس 2020، تم تجهيز التوأم للجراحة، واستغرقت الجراحة ساعات كثيرة عجز الزوجان عن عدها ليعلن الأطباء أخيرا فصل الطفلتين بنجاح.
وبقيت الطفلتان في المستشفى حتى فبراير 2021، وخرجتا منذ وقت قريب ويبلغ عمر كلا منهن 20 شهرا، ليلعبا مع أختهما الثالثة.
تعليقات الفيسبوك