التوأم الملتصق الذى انتقل إلى بريطانيا لمواصلة العلاج
«توقع الجميع وفاتهما المبكرة، لكنهما نجحا فى الاستمرار فى الحياة، أنها حقا معجزة»، بهذه الكلمات وصفت صحيفة «ديلى ميل» تجربة التوأم الملتصق «نديي وماريمي» من السنغال، اللذان جاءا في حالة صعبة إلى بريطانيا وعمرهما 7 أشهر، وأصبحا يدرسان الآن فى المرحلة الابتدائية.
قرر «إبراهيما ندياى»، عام 2017، السفر مع ابنتيه ماريمى ونديى، من السنغال إلى بريطانيا، وعمرهما لا يتخطى 7 أشهر، لطلب المساعدة من مستشفى «جريت أورموند ستريت»، إذ كان التوأم يمتلكان دماغا وقلبا ورئتين منفصلين، لكنهما يشتركان فى الكبد والمثانة والجهاز الهضمى، و3 كلى، وأخبر الأطباء والدهما وقتها، أنهما لن يستمرا على قيد الحياة لفترة طويلة بعد ولادتهما.
عندما عرض الأطباء على «إبراهيما» أن يتم فصل التوأمان، رفض بشكل قاطع، لأن ذلك معناه أن يقتل أحد ابنتيه، لكن الأطباء أخبروه بأن وفاة إحدهما معناه بالضرورة وفاة الأخرى معها، لأنها تشترك معها فى بعض أجهزة الجسم.
ويصف «إبراهيما» نفسه عندما رفض قرار الفصل: «عندما يتعلق الأمر بالشجاعة، فلا يمكن وصف نفسى بالشجاع، أنا أحب بناتى ولا يمكننى أن أفعل بهم ذلك، أو أكون السبب فى وفاة إحداهما».
حاول «إبراهيما» إيجاد حلولا مختلفة، من خلال التواصل مع الأطباء في مختلف أنحاء العالم، وفى النهاية أخبره الأطباء فى المستشفى البريطانى «جريت أورموند ستريت» أنهم يمكنهم مساعدته.
وقال الأب الذى أنجب أربع أطفال غير «ماريمى» و«نديي»: «عندما كنت أحاول إيجاد حل للفتيات من السنغال، لم يكن الأمر سهلا، لأن الاتصالات التى أجريتها فى جميع أنحاء العالم، كان مضمونها أنه لا يوجد أى حل، وكنت دوما أتلقى الإجابة بأنه لا يجب أن أضع أملا فى استمرار الفتيات على قيد الحياة لفترة طويلة، فهى مسألة شهور، لكن عندما اتصلت بالمستشفى البريطانى، أكدوا لى أنهم يمكنهم البحث عن حل، وبدأوا فى تلقى العلاج، وعمرهم الآن 4 سنوات».
المحنة التى مر بها «إبراهيما» وشعوره بالمسئولية تجاه ابنتيه، دفعته إلى إنشاء مؤسسة باسم «المصير الملتصق» للمساعدة فى زيادة الوعى بحالتهم، ومساعدة الآخرين الذين يعانون من مضاعفات مماثلة، وتوفير حياة مستقلة كريمة للأطفال الذين يعانون من مشكلات صحية معقدة فى المملكة المتحدة وإفريقيا.
تعليقات الفيسبوك