يوسف المصري مع القرد جيجا
لم يتركه لحظة واحدة، كان رفيقه الدائم في كل خطواته، ودائما ما كان يساعد صاحبه على مواصلة الحياة وتجاوز المشكلات التي تواجهه، جعله يكتشف حبه للسفر وشغفه بالحياة وقدراته المدفونة داخله، ليكتسب «يوسف» أوفى صديق في حياته وهو القرد «جيجا».
يوسف المصري، شاب عمره 23 عاما، اعتاد على التنقل والترحال يعيش حاليا بفرنسا، اتخذ من القرد «جيجا» رفيقا له، وأصبحت مغامراتهما سويا حديث مواقع التواصل الاجتماعي بسبب العلاقة الغريبة بينهما، حيث غرس القرد حب استكشاف الحياة في صاحبه، وعدم الوقوف عند مهارة معينة والسعي الدائم.
يحكي «يوسف» أنه كان يرغب في شراء قرد يكون صديقا له، وعندما رأى «جيجا» مربوطا داخل قفص في أحد محلات الحيوانات الأليفة بالمعادي، قرر شرائه لأنه لم يتحمل نظرات استعطافه رغم ارتفاع ثمنه، «في البداية كان خايف جدا، لغاية ما خد عليا وأهلي مكنش عندهم مشكلة معاه لأنهم اتعودوا عليه، وكنت بأكله خضار وفاكهة».
«كان في مجلة لميكي ماوس في 2010 تقريبا، قصة أن ميكي ماوس كان في رحلة في الأدغال وأطلق سراح القرود، وبينهم قرد اسمه جيجا»، بتلك الكلمات أوضح الشاب العشريني في حديثه لـ«الوطن» سبب الاسم الغريب للقرد.
شعر «يوسف» أن «جيجا» محبوس ويريد الحرية، ولذلك قرر أن يأخذه معه عندما يخرج، وأسبوعيا كان يذهب به إلى محمية في وادي دجلة للترفيه عنه، «جيجا كان بيفرح جدا لما بشوف الناس والجو ويلعب».
اشترى الشاب العشريني عجلة خصيصا من أجل «جيجا»، لسهولة التنزه معه في الأماكن المختلفة واستكشافها، ويذهبان معا إلى المحافظات المختلفة، وفي عام 2015 طلب صديق لـ«يوسف»، أن يلقي محاضرة للأطفال في إحدى المحميات عن الحيوانات البرية باعتباره عضوا في الكشافة ورحالة، «سيبته يلعب مع الأطفال وكنت رابطه، نمت شوية ولما صحيت ملقتيهوش وكان الأطفال مشيوا قعدت أدور عليه لقيته ميت والكلاب البرية في المكان كانت واكلاه».
شعور شديد بالحزن انتاب الشاب بسبب رحيل صديقه الوفي، ووظل في عزلة عن البشر إلى أن قرر استعادة ثقته بنفسه مجددا وترتيب أوراقه ليبدأ بتعلم مهارات جديدة والسفر حول العالم «جيجا رجعلي حياتي وخلاني أبقى شاب ليا طموح وأهداف عايز أحققها».
تعليقات الفيسبوك