حكايات من نجوم الصف الثالث في سينما زمان
هم نجوم الصف الثالث في زمن الفن الجميل، كانت لهم بصمة واضحة في عدد من الأعمال السينمائية بين فترتي الخمسينيات والسبعينيات، يعرفهم الجمهور شكلا وصوتا وملامح، لكن الكثير منهم لا يعرفون أسماءهم.
في كتابه «نجوم الدرجة الثالثة» الذي صدر حديثاً للكاتب الصحفي عادل السنهوري، كشف الستار عن عدد من نجوم الصف الثالث الذين برعوا في تجسيد شخصيات مازالت حاضرة في أذهان الجماهير، على الرغم من عدم معرفة الجمهور بأسمائهم.
حسن أتلة.. «أنا عندي شعرة»
عرف حسن أتلة، في السينما المصرية ببدانته، وبطبقة صوته «الأخنف»، لم يُكتب اسمه على أفيش ولم تنشر صوره في الصحف والمجلات الفنية، لكنه كان نجم عصره، وبحسب «السنهوري»، وولد «حسن»، فى عام 1914، واشتهر بدور «غزال» فى فيلم «حماتى مالك»، وفيه قال افيهات شهيرة منها «يا معنمى»، و«يوووه ده أنت نينة أوى»، و«منبة يا معنمي منبة».
شارك «حسن»، أيضاً في فيلم «إسماعيل يس فى مستشفى المجانين»، كان يجسد شخصية أحد المجانين الذي قابلهم اسماعيل ياسين داخل المستشفى، وأبرز عبارة في الفيلم جاءت على لسان حسن أتلة، وهي «لا مؤاخذة يا بنى أصل أنا عندى شعرة ساعة تروح وساعة تيجى».
ومن أشهر الأفلام التى شارك فيها: «العتبة الخضراء»، و«لوكاندةالمفاجآت»، و«فيروز هانم»، و«غروب وشروق»، وقدم حوالى 50 فيلما حتى رحل في صمت عام 1972.
عبد المنعم إسماعيل.. مات منتحراً
هو صاحب شخصية المعلم الفكهاني، الذي كان يريد الزواج من هند رستم صاحبة دور «طعمة»، وكان أيضاً حنفي صاحب الملهى الليلي، الذي كان دائما يردد مقولة: «العقل زينة»، شارك الفنان عبدالمنعم اسماعيل في أكثر من 255 فيلما، بدأها بفيلم «انتصار الشباب»، عام 1941 و«المتهمة» عام 1942.
وفي آخر أيامه، وبعدما قل عمله حاصره الفقر بسبب عدم قدرته على دفع المصروفات، قرر الانتحار حزنا من الحياة التي عاشها يلاطم أمواج الديون والفقر، في هدوء تام ودون أن يعلم به أحد، ليأتي هذا الرجل الدنيا ويرحل منها وهو لم ينل حتى الشهرة التي يستحقها، بالرغم من هذا العدد الرائع والكبير من الأفلام التي شارك بها، ليصبح أحد أهم مشاهير نجوم الصف الثالث في السينما.
وقد توفي عبد المنعم في 13 أكتوبر عام 1970، عن عمر يناهز 63 عاماً بعد أن ألقى نفسه في النيل ومات غرقا، ولحق به شقيقه حسين الذي توفي بعده بـ4 سنوات عام 1974، عن عمر يناهز الـ52 عاماً.
عبدالعزيز النجدي.. بائع النكت
هو الفنان الذى اشتهر بأداء دور البواب والخادم والعسكري والقروي والصعيدي خفيف الدم، تميز بتلقائيته الشديدة وأدائه البسيط لجميع أدواره، مثل دور الخادم الذي يحمل صينية الديك الرومي فى «بين السماء والأرض»، وشخصية «عوكل» فى فيلم «الفانوس السحرى»، بالإضافة لأدواره المتميزة مع إسماعيل يس في أفلام مثل «إسماعيل يس فى الأسطول»، و«إسماعيل يس فى البوليس»، و«العتبة الخضراء»، و«لوكاندة المفاجآت»، و«عفريتة إسماعيل يس».
ما لا يعرفه الكثيرون أن «النجدى» كتب السيناريو والحوار للعديد من الأفلام، أشهرها «إجازة بالعافية»، كما كان يؤلف النكات ويبيعها لكبار نجوم الكوميديا والمونولوجات أمثال إسماعيل يس، وشكوكو، وكان يبيعها بجنيه للنكتة الواحدة، وبعد مشوار طويل مع الفن تعدى الـ100 فيلم، توفى 20 مارس عام 1980.
عبدالخالق صالح.. الرجل الثاني
فى فيلم «الرجل الثانى» الذى قام ببطولته الفنان الراحل رشدى أباظة، ظلت الشرطة تبحث عن رئيس العصابة، أو الرجل الأول، ومن المفارقات أن الفنان الذى جسد شخصية رئيس العصابة كان فى الأصل لواء شرطة، وهو الراحل عبد الخالق صالح، وهو رئيس البوليس السياسى فى فيلم «فى بيتنا رجل».
تخرج عبد الخالق صالح فى كلية الشرطة، وعمل فى سلك البوليس، وأنهى حياته العسكرية لواء بالبوليس، وبدأ حياته الفنية عام 1958، مع المخرج عز الدين ذو الفقار، وعمل فى المسرح العسكرى، ومع ثلاثي أضواء المسرح، ومثل فى بعض الأفلام المشتركة مع إيطاليا وهو والد المخرج على عبد الخالق.
ولد فى 21 يونيو 1913 وتوفى فى 14 مارس 1978 بعد أن شارك فى 81 عملا، منها «السلم الخلفى»، و«ليل وقضبان»، و«الشيطان امرأة»، و«الشيماء»، وأغنية «على الممر»، و«بنات فى الجامعة»، و«فى بيتنا رجل».
صفا الجميل.. وش السعد
هو «حرنكش» ابن الفنانة زينات صدقى «الست بلطية العالمة» فى فيلم «دهب»، الذى قالت عنه: «ابنى اتشلفط خالص، ده أنا حأرميه للقطط ياكلووه».
اسمه الحقيقي صفا الجميل، عرف بين معارفه باسم «صفصف»، لم يكن عبيطا، كما كان يبدو في الأفلام التي شارك بها، بل أذكى من كثيرين، لكن إعاقة فى لسانه جعلته يتكلم كما لو كان يمضغ الطعام، وكانت ملامحه تخفى وراءها أصفى وأنقى نفسية.. بل إن نقاء نفسه وطيبته كانا يدفعان به إلى الترحيب بكل إنسان حتى إن لم يعرفه شخصي، ورغم فقره الشديد كان يمتاز أيضا بكبرياء.
كثير من الفنانين كانوا يتفاءلون به، ويستبشرون بوجهه كثيراً منهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فقد حدث مرة أن كان عبد الوهاب يقوم بتسجيل بعض أغانيه، ولوحظ فى ذلك اليوم أن عبد الوهاب اضطر لإعادة تسجيل أغنية واحدة عدة مرات خلال عشر ساعات، ولم يكن راضيا عن التسجيل.. فتذكر صفا وأرسل لإحضاره، وعندما دخل صفا الأستوديو، بدأ كل شىء يسير كما يرام، وتم التسجيل على أحسن ما يكون.
كان صفا إذا سئل عن كونه دميماً قال: «كويسة.. على العموم أنا مبسوط كده.. ويمكن يعملوا مسابقة للوحاشة آخد فيها الجايزة الأولى.. مين عارف.. ربك كريم».
تعليقات الفيسبوك