ساعات قليلة وتصل سيارة «Perseverance» من طراز روفر، والتي صممتها وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» خصيصا من أجل استكشاف كوكب المريخ وجمع عينات من الصخور على سطحه.
ويصل الروبوت أو السيارة إلى الكوكب الأحمر بعد رحلة استغرقت 7 شهور، قطع خلالها 470 مليون كيلومتر من الأرض، ويجب أن يهبط بأمان وهي المهمة الصعبة التي أربكت العديد من المركبات الفضائية قبل ذلك، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية« بي بي سي».

وإذا نجحت المركبة المزودة بست عجلات في مهمتها الاستكشافية، فسيكون هناك فرصة للعثور على علامات الحياة السابقة على المريخ، حيث لم يسبق أن ذهبت مهمة علمية إلى الكوكب وتحديدا في منطقة الهبوط المستهدفة التي تدعى «Jezero Crater».
منطقة الهبوط
«Jezero Crater» هي منطقة هبوط على سطح المريخ وتم اختيارها لكونها تتمتع بعدد من السمات المميزة حسبما أظهرت صور الأقمار الصناعية، وكانت تحتوي أيضا على بحيرة عملاقة ما يشير إلى وجود حياة سابقة.

وستعمل المركبة «Perseverance» على غربلة الرواسب وحفرها بحثًا عن آثار نشاط جرثومي قديم، وعند جمع العينات ستنطلق المركبة عائدة إلى الأرض لفحصها.
تم تسمية «Jezero» على اسم بلدة في البوسنة والهرسك، وتعني الكلمة أيضًا بحيرة، ويبلغ عمقها 500 متر وعلى مدار سنوات جمعت خلالها كميات هائلة من الماء ما أدى لوجود عدة ترسيبات، ولذا تعد المنطقة المثالية للهبوط.

كما تحتوي المنطقة على أنواعًا متعددة من الصخور، بما في ذلك الطينية والكربونية، التي لديها القدرة على الحفاظ على نوع الجزيئات العضوية التي من شأنها أن تشير إلى وجود الحياة في الماضي.
وقت وصول المركبة الفضائية «Perseverance»
انطلقت المركبة بسرعة تزيد عن 20 ألف كيلومتر في الساعة في 30 يوليو من العام الماضي، وسيتعين عليها تقليل السرعة خلال وصولها إلى السطح في عملية تستغرق 7 دقائق إلا أن العلماء يطلقون عليها «7 دقائق من الرعب».

وستقوم الكبسولة الوقائية للروبوت بمعظم أعمال إزالة سرعة الهبوط، ويعد الهبوط على السطح بأمان واحدة من أكثر الأشياء صعوبة، وهو ما فشلت به العددي من المهمات السابقة إلا أن الإحصائيات في صالح «Perseverance».
وخلال 14 محاولة هبوط على الكوكب، نجحت ثماني محاولات، جميعها أمريكية، وسيتابع المهندسون الإجراءات في مركز مراقبة البعثة في مختبر الدفع النفاث في باسادينا، كاليفورنيا.
ويجب أن تصل إشارة تأكيد الهبوط إلى الأرض في الساعة 20:55 بتوقيت جرينتش، ثم بدأ التقاط مجموعة من الصور المختلفة لمنطقة الهبوط.
السيارة مزودة بـ20 كاميرا و6 عجلات
ستهبط العربة الجوالة بأكثر من 20 كاميرا تعمل بالألوان، كما أن بها 2 من الميكروفونات موجهة إلى سطح الكوكب وستكون مخصصة لسماع صوت الرياح والضوضاء الصادرة عن تنقل السيارة بين التضاريس الصخرية، وهي مزودة بـ6 عجلات لضمان حرية أكبر في الحركة ولوحة تعمل بالطاقة الشمسية.
بالإضافة إلى ذلك، يتجه اثنان من الميكروفونات إلى السطح. سنسمع صوت الرياح وهي تندفع عبر العربة الجوالة، والضوضاء التي تصدرها عجلات الروبوت وهي تتنقل عبر التضاريس الصخرية.
السيارة لديها تمويل أولي من وكالة ناسا للعمل لمدة سنة واحدة على المريخ 687 يومًا من أيام الأرض، في ذلك الوقت، من المتوقع تخزين بضع عشرات من عينات الصخور المحفورة في أنابيب صغيرة، والتي ستترك على السطح.
وبعد جمع العينات سيكون هناك مكركبة جوالة أخرى وصاروخ ينطلق من المريخ لشحن المواد الصخرية إلى الأرض.
تعليقات الفيسبوك