على ظهر حمار بدأ بهاء الدين علي، 29 عامًا، والشهير بـ«العمدة» رحلته الطويلة التي كانت نقطة بدايتها من الجيزة وتنتهي في أسوان، بهدف التعرف على العادات والتقاليد والثقافات المختلفة في كل قرية يمر عليها، حيث انطلقت رحلته من 6 فبراير الماضي، حتى وصل أمس الأحد 14 فبراير، إلى مركز مطاي شمال المنيا، ويتسهدف استكمال رحلته التي تتجاوز الـ900 كيلو متر، ومن المتوقع أن تستمر شهرا على ظهر حماره.
رحلة «العمدة» التي يستهدف من خلالها معرفة أصول أسماء القرى والمدن والتعرف على اللهجات المختلفة، أثارت الجدل بين نشطاء حقوق الحيوان، ما بين المؤيد للفكرة باعتبارها لها فوائد ثقافية وتوعوية، والمعارض مدافعًا عن حقوق الحمار في هذه الرحلة الشاقة.
القبض على «العمدة» والإفراج عنه
أفرجت أجهزة الأمن في محافظة المنيا، عن بهاء وحماره، بعد أن جرى التحفظ عليهما داخل نقطة شرطة قلوصنا بمركز سمالوط، مساء اليوم الإثنين، للتحقق من هويته خلال رحلته التي انطلقت من محافظة الجيزة في طريقه إلى أسوان؛ لتوثيق عادات وتقاليد أبناء الصعيد.
وقال «العمدة»، إنه أثناء تواجده داخل قرية قلوصنا التابعة لمركز سمالوط، كان أحد الضباط يجري جولة مرورية، وحينما وجده يجلس مع بعض الأهالي، سأله عن هويته ثم اصطحبه إلى نقطة الشرطة ومعه الحمار، وبعد الاستفسار عن سبب تواجده أبلغه أنه يجري جولة من الجيزة إلى أسوان لتوثيق عادات وتقاليد المجتمع الصعيدي، فقرر صرفه والحمار وطلب منه أن يبلغ الأهالي بهويته وسبب تواجده في كل قرية يصل إليها.
«جواد»: كان ممكن يستبدل الحمار بدراجة في رحلته
قالت مي جواد حمادة، الناشطة في حقوق الحيوان، رئيس فريق الإسكندرية لإنقاذ السلاحف والحياة البرية، إن رحلة «العمدة» لو كان هدفها التعرف على العادات والتقاليد المختلفة في القرى كان من الممكن أن يقوم بها مستخدمًا دراجة أو أي وسيلة مواصلات أخرى: «الحمار ذنبه إيه يمرمطه معاه»، مضيفة أن هذه الرحلة شاقة على الحمار، نظرًا لمسافتها الطويلة، ووقتها القصير الذي قطع خلالها مشواره إلى الصعيد.
الحقوقية: أكل الحمار مباشرة بعد العمل يعرضه للإصابة بالحمرة
وأضافت «مي» في حديثها مع «الوطن»، أن طبيعة الحوار تجعله يتحمل العمل الشاق يوميًا، وهو ما يحدث معه في القرى، إلا أنه في النهاية يعود إلى بيته والمكان المعتاد عليه،: «بيكون متعود على أماكن معينة وعارفها»، لافتة إلى أن الحمير تحتاج إلى الراحة قبل الأكل أو الشرب في حالة تعرضها للشمس أو لعمل شاق، وفي حال أكلها مباشرة دون راحة قبل ذلك تصاب بمشكلات في الدورة الدموية،: «حُمرة».
واختتمت الناشطة في حقوق الحيوان، حديثها بأنها تخشى من تشجيع باقي المواطنين على هذه النوعية من الأفكار، بهدف كسر رقم «العمدة» القياسي، والقيام برحلات لمسافات أبعد منه: «فكرة سيئة».
«ذو الفقار»: الحمار يتحمل الرحلة طالما يتغذى بشكل سليم
بينما اختلفت دينا ذو الفقار، الناشطة فى مجال حقوق الحيوان، في رأيها عن رحلة «العمدة» على ظهر حماره من الجيزة إلى أسوان، حيث ترى أن أهدافها جيدة، لمعرفة أصول أسماء القرى والعادات والتقاليد واللهجات المختلفة، مضيفة أنها سألت بعض المتخصصين في «الدواب» مثل «مستشفى بروك للحيوانات»، باعتبارها الأقدم في مصر والأكثر خبرة في الفصيلة الخيلية، عن إمكان قطع الحمار مسافة 30 كيلو يوميًا، حيث أكدوا إمكان قطعه مسافات أكثر من ذلك في حال تغذيته بشكل سليم وإراحته.
ناشطة حقوق الحيوان: تصدير جلود الحمير الأولى بتسليط الضوء
وأشارت «ذو الفقار»، إلى أن هناك بعض المظاهر السلبية والأفعال المشينة تجاه الحيوانات التي ينبغي تسليط الضوء عليها، مثل الحمولة الزائدة على الحمير والتعامل السيئ معها والضرب المبرح لها، فضلا عن المجازر التي تحدث بسبب تصدير جلود الحمير إلى الصين، وهو ما يعرضها إلى الإنقراض من مصر.
ولفتت إلى أنه ينبغي تكثيف الرقابة على التعامل السيئ مع الحمير وباقي الحيوانات في مصر، حتى في بعض البرامج الترفيهية الرمضانية التي تستخدم الحيوانات بشكل سيئ، مع منع تصدير جلود الحمير، باعتبارها الوسيلة الأنسب في الريف، ولمنعها من الانقراض.
تعليقات الفيسبوك