أثارت صور صادمة لأسرة سودانية مات جميع أفرادها جوعا وعطشا في صحراء ليبيا، جدلا واسعا عبر منصات السوشيال ميديا، حزنا على مصير الأسرة.
وترصد «الوطن»، 4 مشاهد للفاجعة، التي جرى الكشف عنها من خلال النيابة العامة في ليبيا.
المشهد الأول (رحلة الذهاب)
8 أفراد من عائلة واحدة بينهم أطفال، استقلوا سيارة دفع رباعي، في طريقهم من السودان إلى ليبيا، مارين بالصحراء الليبية الوعرة، حيث الحر الشديد وتيار الهواء الساخن الذي زاد من صعوبة الرحلة. معاناة بدأت تظهر على ملامح أفراد العائلة، انتقلت إلى السيارة التي أنهكتها الصحراء، فغرزت عجلاتها في الرمال على بُعد 400 كيلو من جنوب الكفرة، ساعات طويلة مرت حاول خلالها الثمانية أشخاص رفع عجلات السيارة، ومقاومة شبح الموت الذي يحلق فى الأفق، لكن خارت قواهم، أمام نداء السماء.
المشهد الثاني (الموت عطشا)
«السير في الصحراء أمر قاس، لا يمكن تحمله»، وبدأ الإنهاك يظهر على ركاب الرحلة المنكوبة، واختبئوا داخل السيارة من حر الشمس الساطعة فوق رؤسهم، لكنهم لم يقدروا على مقاومة الجوع والعطش، جفت حلوقهم وتيبست أجسادهم، واستعدوا للموت واحدا تلو الآخر، لم ينج أحد من تلك الفاجعة.. موت بدون تغسيل ولا كفن ولا صلاة.
المشهد الثالث (قصاصة ورق)
فرقة إنقاذ عثرت في طريقها على السيارة في وضع بائس، أبواب مفتوحة وجثث ترقد في الداخل والخارج، ونيابة الكفرة بليبيا بدأت التحقيق، وعثرت على وثائق داخل السيارة تثبت هوية أفراد تلك العائلة، وكان من بين الأوراق، قصاصة مكتوب فيه كلمات مقتضبة من يد مرتعشة لفتاة كانت تستعد للموت. كتبت الفتاة في الورقة: (إلى من يجد هذه الورقة، هذا رقم أخي محمد سيف الدين، أستودعكم الله، وسامحني أنني لم أوصل أمي إليكم، بابا وناصر، ادعوا لنا بالرحمة واهدولنا القرآن واعملوا لنا سبيل.. بحبكم).
المشهد الرابع (الوصية تتحقق)
حادث يمكن وصفه بالبشع، أدى إلى حالة من الحزن في السوادن وليبيا وخارجهما، وسيطر المشهد الحزين على نشطاء السوشيال ميديا، الذين تداولوا صور السيارة التي نشرتها نيابة الكفرة بليبيا، وترحم الجميع على أفراد هذه العائلة، ودشنت الجالية السودانية في ليبيا، مبادرات لبناء سبيل للأسرة السودانية، في نفس المنطقة، التي أوصت الفتاة أن يجري عمل سبيل ماء بها.
تعليقات الفيسبوك