القوي هو من عرف في نفسه أماكن القوة، والضعيف هو من جهل قوته التي منحها الله تعالى له، هكذا تحدت شيماء عبدالرحمن صبيح، التي تبلغ من العمر 42 عاما، نفسها، واستطاعت بإرادتها القوية أن تقهر ظروف إعاقتها وتتغلب عليها.
أصيبت «شيماء» مثلما أصيب آخرون، بمرض شلل الأطفال وهي في الثالثة من عمرها، وكبرت لتصبح سيدة قوية وخالة في مقام الأم وأكثر، بحسب ما تروي «شيماء»: «ربيت بنت أختي في حضنى، كان عمرها 6 سنين ربتها وكبرتها لحد ما بقى عندها 22 سنة، ودخلت كلية آداب جامعة عين شمس، حققت فيها المستقبل اللي كان نفسى أحققه ومقدرتش».
وباء كورونا دفع «شيماء» إلى التفكير في مشروع تساعد من خلاله الناس، وبحسب «سماح» ابنة شقيقتها التي تشاركها مشروعها: «خالتي كانت متضايقة من فكرة أن الناس لازم ينزلوا يشتروا طلبات البيت من طعام وخضار وفاكهة، وكانت شايفة أن ده هيخلي الوباء ينتشر أكتر ففكرت أنها توفر لهم احتياجاتهم من الطعام مغلف ونظيف ومقطع، ولأنها مكانتش تملك رأس مال اعتمدت على التسويق في دعمها من خلال تعريف الناس بفكرتها وتشوف مين محتاج إيه وتجيبه، واستعانت بيا لمساعدتها وبشباب آخرين في مهمة توصيل الطلبات».
تتبنى «شيماء» -من ذوي الهمم- موقفا لنفسها في الحياة، فتقول: «اعتقادي حول نفسي هو الحقيقة الوحيدة التي يراني الناس بها فإن كنت أعتقد أنني إنسانة قادرة فسيراني الناس كذلك، وإن كنت أرى نفسي عاجزة فسيتعامل معي الآخرون على هذا الأساس».
تتوقع «شيماء» استمرارية مشروعها حتى بعد انتهاء الوباء: «حاجتنا نضيفة وعجبت ناس كتير وبقى لينا زباين عجبتهم فكرتنا».
تعاني «شيماء» من مشاكل أخرى غير شلل الأطفال: «عندي ضعف في العظام خلاني قاعدة على كرسي متحرك، وجالي ضمور في العضلات من ست سنين مش بقدر أفرد جسمي خالص، حتى وقت النوم بنام وأنا قاعدة والدكاترة كتبوا لى علاج بس للأسف مابقدرش أجيبه وبيطلبوا مني أشعة كتير بتكلفة مادية عالية ونفسي حد يساعدني».
استخدمت «شيماء» كغيرها، وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لنفسها ولمشروعها من خلال جروب على «فيس بوك»، وقناة على اليوتيوب أسمتها قناة «إنجازات شيماء».
تعليقات الفيسبوك