عمل الإذاعي القدير صالح مهران، في بداية الستينات بالإذاعة المصرية، امتلك نبرة صوت مميزة، دفعته لحجز مكانا مميزا في التعليق الصوتي بالسينما المصرية، خاض في بحور الصوت وأبدع في أدائه، عاش نجحات مهنية في لحظات حرجة وحاسمة أبرزها حرب أكتوبر عام 1973، لينفرد عن جدارة بلقب «مذيع أكتوبر»، ورغم رحيله عن عالمنا اليوم، إلا أن اسمه وصوته سيظلا في ذاكرة الكثيرين.
يلمع اسم الإذاعي الكبير صالح مهران، بقوة في الصحف والموجات الإذاعية اللاسلكية، وسبق أن حكى لـ«الوطن» قصة لقب «مذيع أكتوبر»، وكواليس يوم 6 أكتوبر 1973، المصيري في تاريخ مصر، داخل الإذاعة وما قدمه في تلك الساعات الصعبة.
لقب مهران، بـ«مذيع أكتوبر»، كونه أذاع بيانات حرب أكتوبر 1973 بصوته في بدايات الحرب، وظلت تفاصيل وذكريات هذا اليوم العظيم، محفورة في ذهنه وتركت أثر كبير بداخله: «كان يوما من أيام شهر رمضان، وفي الساعة العاشرة صباحا، رن التليفون من أجل الحضور لمكتب محمد محمود شعبان، رئيس الإذاعة، آنذاك، ليخبرني مع عدد محدود من مذيعي هواء البرنامج العام، بأن حرب تحرير الأرض ستبدأ الساعة الثانية ظهرًا»، وفقا لوصفه.
«أطلعنا رئيس الإذاعة، على ما هو متوقع من أحداث خلال ذلك اليوم، خاصة ما سيقوم به الرئيس السادات من مقابلات ولقاءات، وقال إن المطلوب من المذيعين هو الهدوء في قراءة البيانات، وذكر الحقائق التي تجري دون مبالغة أو تهويل»، بهذه الكلمات يحكي صالح مهران، كواليس إدارة يوم 6 أكتوبر داخل الإذاعة، في حواره مع «الوطن» قبل وفاته.
قال «مذيع أكتوبر»، في حواره، إن البيانات العسكرية توالت في الانطلاق عبر الإذاعة المصرية بمحطة البرنامج العام، حتى البيان رقم 5، الذي نص على: «نجحت قواتنا في اقتحام قناة السويس في قطاعات عديدة واستولت على نقط العدو القوية بها ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة».
ووصف مذيع أكتوبر الأجواء حينها، حيث شارك جميع المذيعين في قراءة البيانات التي غيرت خريطة المنطقة، ومحت الكآبة التي كانت تسيطر منذ نكسة يونيو، مشيرا إلى أن من البيانات التي ما زال يتذكر وقائعها ومحفورة في ذهنه هو بيان تحرير القنطرة شرق، الذي نص على «عاد العلم المصري مرة أخرى إلى مكانه العزيز فوق المدينة الثانية في سيناء كلها وهي القنطرة شرق».
تعليقات الفيسبوك