كرسي متحرك بحجم صغير، يدفعه من الخلف أحد الصبية، بإرشاد من شاب يجلس عليه، يشير بيده في صمت للاتجاهات يمينًا أو يسارًا، يسير في شوارع قريته لما يزيد عن ساعة كل يوم، ليرى الناس ونور الشمس، ولكن باله شارد، وذهنه لا يكل من التفكير في مستقبله، إعاقته تمنعه من السعي والحفر في الصخر، لذا يطلب الرأفة بحاله ومراعاة مأساته.
سيد زكريا محمد حسن، شاب من قرية القصبي شرق، مركز صان الحجر، بمحافظة الشرقية، من ذوي الاحتياجات الخاصة، يقضي معظم أوقات يومه على كرسيه المتحرك، صديقه الذي لا يفارقه حتى نومه، ولد بإعاقة حركية ولكنه لم يجد المساندة المالية الكافية التي تساعده على عيش حياة كريمة.
في البداية كان «سيد» يتحصل على مبلغ 323 جنيهًا من الئؤون الاجتماعية كإعانة له، وبعد إلحاح منه للتعين في أحد المصانع ضمن فئة الـ5%، نجح في الالتحاق بأحد مصانع الرخام وعين فيه، ولكن فوجىء بمرتبه الذي لم يتعد الـ16 جنيهًا ونصف في اليوم، بما يعادل 500 جنيه شهريًا.
العمر مر سريعًا بابن الـ27 عاما، والأموال التي كان يتحصل عليها لم تسفه من إدخار أي أموال للزواج، «500 جنيه يعملولي إيه كواحد معاق، أنا مش بطلب غير حقي لأن الفلوس دي مش بتعملي حاجة».
أمثال الشاب العشريني من ذوي الاحتياجات الخاصة يعينون بمرتب يصل لـ1700 جنيه بخلاف الحوافذ والمكافآت ،على حد قوله لـ«الوطن»، وهو ما يثير تعجبه، «اشمعنا أنا، الـ500 جنيه جول ما بيكفونيش عيش حاف، ولولا أهل الخير كان زماني موتت من زمان».
مصاريف ابن الشرقية تتعدى 3 آلاف جنيه شهريًا، حيث يعالج من مرض في النخاع الشوكي ومن قرحة الفراش، فضلًا ذهابا إلى المصنع وعودته كل 6 أشهر لتجديد عقده، بتكلقة سيارة خاصة تصل لـ800 جنيه، «أجيب منين نفسي حد يزودلي مرتبي شوية عشان أعيش زي الناس».
يعيش الشاب المعاق مع أسرته ووالده مسن لا يقوى على العمل فيما يتحمل شقيقه الأصغر نفقات المنزل، «هيشيل إيه ولا إيه، ربنا يعينه، وأهلي نفسهم يفرحوا بيا وأتجوز، وأنا نفسي أخش دنيا وخايق قطر الجواز يفوتني، بس أعمل غيه ظروفي متسمحليش وما باليد حيلة».
تعليقات الفيسبوك