على رصيف شارع محرم بك في الإسكندرية، يمر العابرون، يوميًا، قد ينتبه أحدهم إلى أسرة بسيطة تفترش الأرض، أو لا ينتبه كثيرون اعتادوا رؤيتهم بمرور الأيام.
في المساء، تقضى أسرة كاملة وقتها فوق مرتبة بالية، وتحت بطاطين متهالكة، نصف دستة أطفال مع أب وأم، يحتضنون بعضهم من قسوة البرد.
وفي الصباح يتعايشون مع صعوبات حياة قاسية يواجهونها كل لحظة بلا جدران، فالجدران التي كانوا يحتمون بها سعرها غال لا يقدرون على دفعه، ولا مصدر رزق لهم غير فتات العابرين، بعدما طردوا من مسكنهم لعدم قدرتهم على دفع الإيجار ليفترشوا الشارع.
حياة رصيف إسكندرية
الأم «أشواق مصطفى» التي تبلغ من العمر 34 عامًا، وقد تزوجت منذ 18 عامًا، حينما كان عمرها 16 عاما، ومن عادات أهلها زواج البنت في سن مبكرة، عاشت مع زوجها في بيت بسيط بالإيجار، وتحملت معه المصاعب الكثيرة بسبب ضيق العيش، فهو يعمل «أرزقي» أحيانًا يعمل بـ «اليومية» في مكان ما، أو «فواعلي» مع أحد المقاولين، ولكن جرت عليهم الدنيا، وتجمع عليهم الإيجار الذي كان بمبلغ 700 جنيه شهريًا.
«أشواق»: طرودنا من الشقة
تقول «أشواق»: «عشت مع زوجي الأيام الصعبة في شقة بالإيجار في إسكندرية، كان يوم يشتغل، ويقعد 3 أيام من غير شغل، والحال كان صعب خصوصًا إننا أنجبنا 6 أولاد، وكنا فاكرين إن العيل بيجي برزقه بس الحمل زاد علينا، لحد من 4 سنين قعدنا 3 شهور ماندفعش الإيجار، وصاحب الشقة طردنا».
خرجت الأسرة من شقتها، والاب والأم لا يعرفون إلى أين يذهبون، لم يهتم أهل «أشواق» بوجودها في الشارع ولم يكونوا قادرين على تحملها مع أسرتها، وأهل الزوج كذلك، لم يختلفوا عن أهلها، جميع الاقارب لم يكن بوسعهم المساعدة، فكل في شأن يلهيه، ولم تجد الأسرة سوى أن تفترش مكانا على الرصيف.
تحكي «أشواق»: «لما كلمت أمي قالتلي تعالي لوحدك وسيبي أولادك وجوزك، وأنا ماقدرش أسيب ضنايا في الشارع وأنا قاعدة في البيت، وأهل جوزي قالوا له مالكش مكان عندنا، وبقينا مالناش حد وبننام في الشارع واحنا حاضنين بعض عشان ندفى من البرد».
حلم وحيد بغرفة دافئة
حلم«أشواق» الكبير هو «غرفة» صغيرة تأويها، كل آملها هو الحصول على مأوى لها ولأسرتها، وعمل بسيط لزوجها يمكنهم من العيش بطريقة طبيعية، إذ تقول: «إن يكون عندي حتة تداريني من قسوة البرد، تدفيني أنا وولادي دي حاجة مش عاوزة غيرها في الدنيا».
تعليقات الفيسبوك