على رصيف شارع النزهة في مدينة مصر الجديدة بالقاهرة، ترقد فتاة عشرينة وسط كلاب الشارع محتضنة طفلتها من شدة البرد، وترتجف من هول الشتاء وصعوبته، وتحاول مقاومته بملبس خفيف يكاد يغطى جسدها النحيف، وفوقها بعض الغطاء البسيط الذي تحتمي تحته من المطر.
«أسماء» تهرب من زوجها إلى القاهرة
أسماء أحمد، 25 عامًا، تزوجت منذ 8 سنوات من أحد الأشخاص في محل إقامتها بمحافظة سوهاج، لم تتحمل الحياة مع زوجها سوى عامين فقط، ثم حدثت بعض المشكلات مع زوجها، أدت إلى هروبها للقاهرة وهي تحمل طفلتها الصغرى في بطنها، لتصبح مشردة في شوارع القاهرة.
تروي «أسماء» مأساتها قائلة: «بعدة وفاة أبويا وأمي حياتي كلها اتبدلت وجوزي معاملته بدأت تتغير معايا وطلبت منه الطلاق ورفض، فقررت أسيبله البلد كلها ومخلفة منه بنت، والتانية كانت في بطني وسافرت بيها مصر وأنا مش عارفة أنا رايحة فين».
لم تجلس «أسماء»، سوى بضعة أيام فقط في الشارع، حتى فوجئت بإحدى السيدات تطلب منها الإقامة معها في منزلها مقابل أن تخدمها، ووافقت الفتاة على العرض بسبب عدم وجود مأوى لها، وأقامت معها 4 سنوات تعرضت خلالهم إلى كافة أنواع الذل والضرب لها ولابنتها، لتقوم بترك بيت تلك السيدة منذ شهرين فقط.
أسماء: اشتغلت خدامة مقابل أكل وشرب بس
وتتابع «أسماء»: «لما جيت مصر كنت حامل في بنتي الصغيرة والست دي أخدتني عندها أخدمها مقابل أكل وشربي بس بدون أجر، وعشت معاها أيام اتذليت فيها وكانت بتضرب بنتي وبتضربني، ولما زهقت سبت البيت وخرجت للشارع لأني مليش غيره».
تجوب الشوارع طوال اليوم رفقة ابنتها الصغيرة، تبيع المنديل تارة، وأخرى تتلقى بعض المساعدات المادية التي يعطيها لها المتبرعون، ولكن كل ذلك لا يرحمها من قسوة البرد القارس في الشارع.
بصوت حزين تقول «أسماء»: «مش عاوزة حاجة من دنيتي غير إني أقعد أنا وبنتي في أوضة تدفينا، لأننا بنموت في الشتا من البرد».
تعليقات الفيسبوك