التعرض للحوادث والأزمات يُغير النفوس وربما يُهذبها وتصبح أكثر صلاحا وتعاونا، وهذا النموذج يتجسد في عم «محمد» صاحب الـ70 عاما، فقبل أن تم إطلاق سراحه من الأسر الإسرائيلي بحرب أكتوبر 1973، نذر بعمل مشروعات خيرية، وبالفعل أسس ورشتي إصلاح السيارات والأجهزة الكهربائية مجانا، وأيضا خصص سيارة ملاكي، على أحدث طراز، لنقل المرضى إلى المستشفيات مجانا.
منذ 30 عاما، قرر محمد عبدالحميد، من أبناء محافظة البحيرة، التبرع وإنشاء ورشتين لتصليح الأجهزة الكهربائية والسيارات لأهل قريته، وحول خلفية ذلك يقول: «كنت محاربا في أكتوبر 1973 ولما اتأسرت ورجعت لبلدي من تاني قولت نذرت أعمل خير لبلدي ولجيراني وجمعت كل الفلوس اللي معايا وعملت ورشتين لتصليح أي جهاز سواء بوتجاز أو غسالة أو مكواة أو سخان وكمان العربيات لأني في الأصل ميكانيكي»، مشيرا إلى أن أبنائه الأربعة، يساعدونه في تصليح الأجهزة، «محدش من ولادي بيسيبوني واقف لوحدي في الورشة وأيديهم دايماً بأيدي وبيصلحوا معايا أي جهاز»، وكان «عم محمد» قد سافر من قبل للعمل داخل السعودية وجمع أموال كثيرة ومنها أسس هاتان الورشتان: «كل قرش عملت بره مصر بصرفه في الخير وولادي اللي لسه شغالين في السعودية بيبعتوا لي فلوس».
عمره فيما أفناه
ويمتلء منزله وورشته بالأجهزة الكهربائية التالفة، التي تحتاج إلى تصليح، «أهل البلد كلها بيبقوا واقفين قدام الورشة وشايليين الأجهزة فوق دماغهم وكل الناس بستقبلها فقير أو غني وكله بيصلح الجهاز بتاعه عندي وعمري ما تعبت ولا قولت مش قادر، ويمكن ربنا نجاني ورجعني من تاني لبلدي عشان أخدم أهلها»، بحسب «عم محمد»، فهذه الخدمة التطوعية التي يقدمها ساعدته في اكتساب خبرات كثيرة في تصليح أي جهاز كهربائي: «مفيش جهاز بفضل الله يقف قدامي أبداً والخبرة خلتني مميز وبخلص الجهاز واقفله بسرعة جداً».
سيارة مجانا
وبعد مرور سنوات قليلة من تأسيس «محمد»، للورشتين استطاع أن يشتري سيارة جديدة على أحدث طراز وتخصيصها لنقل المرضى إلى المستشفيات مجانا: «كل قرش بيجي لي وأي مجهود بطلعه لله وبقضي وقتي كله بين الأجهزة الكهربائية وتصليحها.
تعليقات الفيسبوك