منذ أن كان عمره عامًا فقط، أصيب بشلل أطفال نتيجة «حقنة» بالخطًا، أدت إلى جلوسه مدى الحياة، لكنه عاش متحديًا إعاقته، فهو من صغره يهوى الفك والتركيب، وأثناء ذهابه إلى محل لتصيانة الدراجات، لتصليح عجلته المتخصصة لذوي الإعاقات، عرض على صاحب المحل وقتها التعلم معه ومساعدته، وبعد مرور شهر واحد فقط، أتقن «أحمد قاسم»، 43 عامًا، مهنة صيانة الدراجات.
يحكي «أحمد»، القاطن في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، أن والده كان يعمل ترزي ويريد أن يعلمه المهنة، وذلك عكس رغبته التي اتجهت إلى صيانة الدراجات، فبعد شهر من التعلم، افتتح محلاً بمقر سكنه وهو عمره 16 عامًا، مضيفًا أن نجح في فترة صغيرة، في أن يكون له زبائن خاصة به، بسبب طريقته البسيطة التي جعلتهم يكتسبهم: «العجلة اللي بركبها عشان اتنقل بيها باظت، فروحت أصلحها عند عجلاتي، وعجيني الشغل جدا، وقعدت أتعلم عنده لمدة شهر بدون فلوس، ولما قعدت فترة، اتعلمت الشغلانة كويس وفتحت محل، من وأنا عندي 16 سنة، ومستنيتش حد يصرف عليا، لأني مبحبش آخد قرش من حد».
«أحمد» يعيش قصة حب
مرت السنوات وحلم «أحمد» يكبر معه ويزداد عدد زبائنه، بل كان يعيش حياته بطريقة عادية دون النظر إلى إعاقته مستمدًا منها طاقته، ووقع في قصة حب مع فتاة لا تعاني من أي أمراض، وانتهى الأمر بالزواج، وأنجب منها 3 أطفال، إذ يروي: «حبتها وأنا عندي 19 سنة، واتحديت الدنيا كلها ووقفت جمبي رغم صعوبة حياتي، بس جدعة وأنجبت منها ولدين وبنت، واستحملت معايا الظروف الصعبة لأن أنا عايش معاها أنا وأولادي بس».
حياة يسودها الرضا
في الصباح الباكر، يستقل «أحمد» عجلته الخاصة لذوي الإعاقة، ليتمكن من فتح محله وبدء عمله، مستمرًا حتى المساء في حياة يسودها الرضا مع أسرته البسيطة، ويكمل قائلاً: «الظروف حلوة والشغل بيبقى تمام في الصيف، بس أيام الشتا الموضوع بيهدي شوية لأن مش ناس كتير بتركب عجل في الشتا».
تعليقات الفيسبوك