تغيرت الدنيا، ولم يعد حملة الدرجات العلمية العليا، أسرى لفكرة "اشتغل ما تريد". صارَ تغيرُ في الواقع، وساد شعار "حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب".. هناك، في مدينة المنصورة أحد هذه النماذج التي حبًت ما تعمل، فلم يعد يشكو بقائه وسط عبوات الشيبسي، والبسكويت المرصوصة على الأرفف.. حركة الزبائن والبيع والشراء، تلهيه عن البقاء مع ذكرياته وأحلامه التي لم تتحقق، وتكسبه أرضا جديدة في ساحة أحلام جديدة وواقع جديد.
وسط عبوات الشيبسي والبسكويت المرصوصة على الأرفف، يقف «أحمد الرشيدي»، 30 عامًا، بعدما قضى أكثر من نصف عمره في التعليم، بين المدارس والجامعة ووصولاً إلى حصوله على درجة الماجستير من كلية التربية جامعة المنصورة، لا يندب حظه بعدما فشل في الحصول على وظيفة تمكنه من عيش حياة حلم كثيرًا به منذ صغره.
وساعده في ذلك، أنه منذ كان في عمر 8 سنوات،ـ بدأ العمل كبائع في محل بقالة صغير في إحدى مناطق مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وقد حصل على 91 %، ليلتحق بكلية التربية جامعة المنصورة، ويدرس في قسم الدراسات الإجتماعية، ويتخرج بتقدير جيد جدًا. لكنه وبعدما فشل في الحصول على فرصة عمل في التدريس، تفرغ للعمل في محل بقالة براتب قليل".
ماجستير بامتياز
منذ 3 أعوام، بدأ أحمد رحلة الحصول على رسالة الماجستير في طرق تدريس الدراسات الإجتماعية، أملاً منه في أن تساعده الدرجة العلمية الجديدة في الحصول على عمل مناسب، وحصل عليها بتقدير امتياز، لكنها لم تمكنه من الحصول على فرصة عمل مناسبة لطموحاته، فواصل العمل بمحل البقالة، ولا يزال وحوله أكياس الشيبسي، وقطع الحلوى والبسكويت، وهو في انتظار الزبائن يقول "مين قال هات".
تعليقات الفيسبوك