حالة تبعية كاملة بعيدا عن الاستقلال الذاتي فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي، وهي السبب الرئيسي وراء استمرار استخدام أشهر التطبيقات بالرغم من حالة الضجة المثارة مؤخرا حول انتهاك الخصوصية؛ إذ أصبح الناس أكثر ارتباطا بالسوشيال ميديا في الوقت الحالي مما كنا عليه في الماضي.
ويختلف اتجاه واستخدام الفرد حسب كل تطبيق، فبحسب ما أجمع عليه مجموعة من الخبراء في السطور التالية، إن تطبيق «إنستجرام» أكثر ارتباطا بالفرح والتعبيرعن الأماكن المبهجة أما «تويتر» فيشير إلى العمق والجد والحديث عن مشاكل سياسية واجتماعية أما بالنسبة لـ«فيس بوك» فيعد الوسيط الأكبر لنشر الشائعات في أقل من ثانية واحدة، وفي إطار ذلك سبق وأن أكد مجموعة من باحثين في مجال الصحة النفسية، عام 2017، أن استخدام الفرد لأكثر من 7 منصات للتواصل الاجتماعي يضاعف ثلاث مرات من احتمال الإصابة بالاكتئاب والقلق، مقارنةً بمن يستخدم منصتين أو أقل.
وحول كيفية تحكم مواقع التواصل الاجتماعي في مزاج الأفراد، قال الدكتور شريف عوض، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن تطبيقات السوشيال ميديا وسيط وجزء هام من حياتنا الاجتماعية، بل هي معبر عن عالم حقيقي معكوس بدقة عن طبيعة حياة الفرد الاجتماعية والسياسية والنفسية والاقتصادية، متابعا «السوشيال ميديا وسيط سهل لنشر كل لقطة في لحظة فضلا عن تحكمه بالمزاج العام كونه مصدر لتلقي كافة المعلومات المتعلقة بالمجتمع سواء إيحابية وسلبية».
وتابع أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، خلال حديثه مع «الوطن»، إلى أن الحالة المزاجية تختلف تأثيرها حسب الفرد والحالة المعيشية والمعرفية والثقافية، مؤكدا أنه في حال رغبة شخص أو جهة بعينها تصدر مشهد القلق والخوف نشر الشائعات والأخبار الكاذبة عبر «فيس بوك»، والمرتبط بسرعة الانتشار.
في نفس الاتجاه، أشارت الدكتورة عزة صيام، أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها، أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد من ضمن الآليات للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر والآراء، فضلا عن كونها انعكاس عما يحدث داخل النفس البشرية بصفة عامة، وأدوات للتنفيس اجتماعيا سواء رفض أو قبول اتجاه معين.
أما بالنسبة للجانب النفسي، أكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أن الكلمة المتداولة صفحات مواقع الاجتماعي ذات تأثير على الأشخاص الآخرين فعلى سبيل المثال إذ قرأ فرد أخبار متعلقة بالوفاة يشعر بالاكتئاب ويؤثر على الحالة المزاجية، مؤكدا أن حياتنا ارتبطت بشكل كبير بالسوشيال ميديا ولا يمكن الاستغناء عنها إلا إذا توفر البديل.
وشرح استشاري الصحة النفسية، لـ«الوطن»، السبب وراء اختلاف استخدام الجمهور للتطبيقات المختلفة، موضحا أنه منذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وهي تحاول مخاطبة شريحة معينة من الجمهور خاصة الشباب الذين يتعاملون مع حساباتهم بشخصيات مختلفة، فعلى سبيل المثال نجد واحدا يناقش أصدقائه حول أمر جاد عبر موقع «تويتر» وبعدها بلحظات ينتقل إلى «إنستجرام» من أجل مشاركة صورة للحظة سعيدة عاشها.
تعليقات الفيسبوك