حيل «الهاكرز» على لسان الضحايا
«انتهاك الخصوصية»، كلمة صارت تتردد في كل مكان سواء عبر منشورات رواد مواقع التواصل الاجتماعي أو الصحف العالمية، في أعقاب الأزمة المثارة من قبل شركة «واتساب»، لكن هناك شكلا آخر منه يواجه الكثيرين وقد يعرض صاحبه للمسألة القانونية بحسب قانون الجرائم الإلكترونية، ألا وهو حيل المتسللين «الهاكرز» لسرقة وإختراق حسابات بعض المستخدمين للسوشيال ميديا، من أجل ابتزازهم أو محاولة للتربح من الأصدقاء الآخرين.
أقرأ أيضا.. حكايات لا تصدق عن «انتهاك الخصوصية».. وخبراء يكشفون: السر في الميكرفون
ضحايا عدة وقعوا في فخ القراصنة بينهم من استطاع المواجهة وغيرهم من اضطر توديع حسابه إلى الأبد حتى ينجو من ابتزازهم، ومن بين هؤلاء فتاة عشرينية تدعى بسنت حسن، طالبة بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، والتي تعرضت لسرقة حسابها الشخصي في شهر مارس الماضي، راوية لـ«الوطن» ما تسبب في ذلك وهو زيارتها لأحد الصفحات بناء على طلب إحدى أقاربها من أجل الإعجاب بما تطرحه حتى طلبت منها ذات يوم إرسالها لرمز ظاهر أمامها، دون إدراك أنه هاكرز.
والطريقة التي تحدثت عنها الفتاة العشرينية، هي واحدة من ضمن طرق الاحتيال الإلكتروني والتي تدعى «التصيد الاحتيالي»، وهو عبارة عن بريد إلكتروني فكرته تدور حول إنشاء رسائل بريدية إلكترونية مزيفة، من أجل سرقة معلومات المستخدمين السرية.

واستكمالا لما فعلته «بسنت» رغم شكوكها إلا أنها لم تتوقع تعرضها للهاكرز حتى أبلغتها إحدى صديقاتها بأن الحساب الخاص بها ربما تعرض للاحتيال الإلكتروني، وفي حال تأكيدها من الأمر أخبرت جميع أصدقائها عبر حسابها بتطبيق التراسل الفوري «واتساب»، وبعدها قامت بإبلاغ شركة «فيسبوك» عن طريق إرسال صورة من البطاقة الخاصة بها فضلا عن محاولتها لتغيير كافة كلمات المرور من التطبيقات المترابطة.
أقرأ ايضا.. بعد أزمة «واتساب».. تطبيق آخر شائع أشد خطورة على الخصوصية: عايشين عليه
وبمجرد استيعاد الطالبة بكلية فنون جميلة، لحسابها وجدت الهاكرز أرسل لمعظم صديقاتها من الفتيات نفس الرابط لكن لم يحدث مشكلة كبرى على حد قولها، متابعة: «كان هدفه يهاك جوجل وموبايلات.. بس أنا اتصرفت بسرعة».
نفس ما حدث مع الفتاة بسنت حسن، وقع فيه طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة، إسلام عمر، لكن الهاكرز الذي سرق حسابه غير كافة المعلومات المتعلقة به إلى اللغة العبرية، بحسب قوله لـ«الوطن»، لافتا إلى أنه استطاع استعادة حسابه عن طريق تطبيق «انستجرام» والبريد الإلكتروني، بمساعدة صديقه رمزي ماهر، الذي يساعد العديد ممن يتعرضون للاحتيال الإلكتروني.

رمزي ماهر طالب يساعد الفتيات في استعادة هواتفهم
رمزي ماهر، طالب بالفرقة النهائية بكلية الحقوق جامعة القاهرة، على دراية ببعض برامج البرمجة وحيل الهاكرز المختلفة لسرقة الحسابات الشخصية، وعليه يساعد معارفه وأصدقائه ممن يتعرضون للابتزاز، موضحا لـ«الوطن» أبرز المواقف التي استطاع التعامل معها من بينها تعرض إحدى صديقاته لسرقة حساباها الشخصي فضلا عن تغيير كافة المعلومات المرتبطة بها وإرسال رسائل لنحو 20 صديقا لديها طالبا منهم إرسال كارت شحن بمبلغ مالي 100 جنيه نظرا لتعرضها للموقف وعدم امتلاكها نقود.
ولجأت الفتاة إلى «رمزي»، والذي بدوره استطاع استعادة الحساب عبر البريد الإلكتروني، على عكس ما حدث مع إحدى الفتيات من أقاربه التي تعرضت للاحتيال الإلكتروني بسرقة حسابها الشخصي والحصول على بعض الصور الخاصة، مما عرضها للابتزاز المادي المقدر بحوالي 10 آلاف جنيه.
وحاول الطالب بالفرقة النهائية بكلية الحقوق جامعة القاهرة، استعادة الحساب لكن دون فائدة ليفكر في إغلاقه وهو الأمر الذي نجح به في النهاية، لينقذ الفتاة من الابتزاز الإلكتروني.

العقوبة القانونية لمرتكبي جرائم الاحتيال الإلكتروني
وحول العقوبة القانونية التي قد يواجهها القراصنة أو الهاكرز في حال الكشف عن هويتهم، أوضح الدكتور عادل عامر، أستاذ القانون العام، أن حسب قانون 175 الصادر عام 2019 بشأن مكافحة الجريمة الإلكترونية يعاقب كل من يحاول سرقة الصفحات الخاصة أو البريد الإلكتروني أو المواقع الإلكترونية مدة تصل إلى الحبس المشدد في حال كانت الصفحات رسمية تابعة للدولة.
أما في حال سرقة الصفحات الخاصة بالجهات الخاصة، يعاقب من يفعل ذلك بمدة تصل إلى 3 سنوات، وفي حال انتهالك خصوصية الأفراد يعاقب بالسجن مدة قد تصل سنة كون هذا الأمر يعتبر جنحة.
تعليقات الفيسبوك