يُعرف بأخلاقه الطيبة وسماحته وعطاؤه المفرط وحبه للخير، فكان أول المتطوعين بين أبناء محافظة أسيوط، للأعمال الخيرية، وكان وجهه يشع منه نوراً وهيبة جليلة، فهو بشوش وتعلو شفتيه ابتسامة لا تنقطع أبداً، كل هذه الصفات تجمعت في محمد عنتر صاحب الـ27 عاماً، والذي رحل بالأمس، بعد قتله عن طريق الخطأ من قبل أحد الأشخاص، والذي تربص به لأخذ الثأر، ولكنه كان يقصد شخصاً آخر، كان يرافق«محمد» لتوصيله بسيارته بدلاً من استخدام سيارات الأجرة، ليتلقى ضربات الرصاص معه.
أنتم السابقون
حزن كبير يشعر به محمد راتب صديق ضحية الثأر بالخطأ، منذ فراقه: «سبتني ليه يا صاحبي وفارقتني بسرعة مش كنا متفقين نعيش باقي عمرنا سوا وأنت اللي توصلني لقبري الأول وقريب هجي لك»، كلمات عبرت عن بعض ما يشعر به «محمد»، تجاه صديقه الذي يرافقه منذ 15 عاماً.
اعتاد الصديقان ألا يفترقان أبداً، كانا يسافران ويتناولان الطعام ويتنزهان معاً، حتى بالأعمال الخيرية والتطوعية كان يتشارك الثنائي دائماً: «في حمل كبير على قلبي يا صاحبي كنا بنحب نعمل الخير سوا ونخدم الصغير قبل الكبير عشا نفرحهم من بعدك الناس بيسألوني عنك وهقولهم أيه، أنت مُت بالغلط ومش أنت المقصود بس أنت في مكان تاني أحسن من هنا».
يوم الوفاة
«صاحب محمد التاني اللي كان عليه تار كلمه وقال له أنه محتاج العربية بتاعته هيروح يجيب خاله من المطار وعشان محمد عنتر جدع قاله طب أنا هاجي معاك واتاريه كان رايح لنصيبه وقدره وهما في الطريق أصحاب التار طلعوا عليهم وفتحوا عليهم النار وماتوا في ساعتها»، وفقاً لـ «محمد»، فتم الغدر بصديقه عن طريق الخطأ: «سيبت فراغ كبير قوي يا صاحبي وقلبي موجوع عليك نفسي ربنا يصبرني على فراقك، وأنا وعد مني كل يوم هروح لقبرك وادعي لك».
وبحسب «محمد»، فإن صديقه ذو الوجه البشوش كان قد دون حالة له على تطبيق الواتساب قائلاً: «يا رب أكون من الناس اللي ربنا يجبر خاطرهم قريب»، وكأنه كان قد سئم الدنيا ومشاكلها الكثيرة، ويتمنى أن يمنحه الله الهدوء والسكينة، ويبدو أن الله استجاب له، فلا يوجد راحة أفضل من الموت.
تعليقات الفيسبوك