عاش وحيداً، دون رفيق أو زوجة تُؤنس وحدته، وعانى كثيراً من قسوة ذويه وانقطاع صلة الرحم معهم رغم استنجاده بهم باستمرار، حتى رحل في هدوء منذ 4 أيام، ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل موقف ميكروباصات الأقاليم داخل مدينة إدفو بمحافظة أسوان، وحرص بعض المتطوعين على التواصل مع ابن أخيه والأقارب الآخرين، لكنهم لم يستجيبوا ولم يظهروا مشاعر الرحمة والشفقة والحزن لوفاته، ورفضوا استلامه بحجة "إحنا مشغولين مش فاضيين نيجي".
حمدي محمد أحمد أبو العلا، 74 عاماً، أحد سكان منطقة الدارسة بالقاهرة، وعاش بأسوان لمدة 50 عاماً، حتى أصبح واحداً من سكان قرية الحباري في إدفو: "مكنش له أي حد خالص وعايش وسطنا وكبرنا معانا ومتجوزش غير مرة واحدة والجواز مقعدش أكتر من سنة واطلقوا وأنجب من زوجته طفل اسمه حازم والطفل عنده 10 سنين وكان عايش معاه ولما كبر بقى بيهرب يروح لوالدته وكان بيسيب والده لوحده"، بحسب حمدي الأبنودي، متطوع، يتولى أمر "حمدي" منذ وفاته ويحاول العثور على أحد أقاربه والوصول لهم لاستلام الجثمان وإتمام مراسم الدفنة: "كلمت ابن أخوه من القاهرة ورد عليا وقال لي مش فاضين نيجي دلوقتي والكلام ده مكنش أول مرة أسمعه سمعته قبل كده في 28 يوليو اللي فات لما عم حمدي الله يرحمه عمل حادثة على السكة الحديد وراح المستشفى كلمتهم قالوا لي برضه مش فاضيين وكام يوم وهنيجي ومحدش سأل ولا اهتم وأنا قلبي واجعني عليه وإكرامه دلوقتي دفنه".
كانت حياة "حمدي" بائسة لأقصى حد، فبالإضافة إلى وحدته، عانى مؤخراً من مرض ألزهايمر، منذ أن بدأ ظهور علامات الشيخوخة عليه: "عم حمدي كان بيبع سبح وعطور جوه القطار أو مواقف الميكروباصات والشارع وكان مؤخراً بدأ ينسى بعض الناس وعلاقته بهم وينسى هو خارج من بيته ليه"، ووفقاً لـ "الأبنودي"، لا يزال يحاول العثور على أحد ذويه لسرعة إخراجه من المشرحة ودفنه: "صعبان عليا عاش لوحده ومات لوحده من غير ما حد يسأل عليه ولا يودعه ولا حتى يقرأ له الفاتحة وكل اللي في بالي أن حتى لو أهله مش هيستلموه طب يعملوا لحد توكيل ونخرجه ونكرمه في آخرته".
تعليقات الفيسبوك