يسكن أب وزوجته، الحامل في شهرها الثامن، وبناتهما الثلاثة، اللاتي يتراوح أعمارهن بين 8 و15 عاما، أحد أرصفة مدينة دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة، ويحتمون من برودة الطقس القارسة بخيمة بسيطة ارتفاعها لا يتعدى المتر، وقماشها خفيف وممزق، بالكاد تمنع عنهم الرياح الشديدة، وذلك منذ عام ونصف بالشارع دون سكن يأويهم.
ولا تقف ماعاناة أسرة محمد حسن، 40 عاما، عند هذا الحد، إذ يعاني الأب من بتر في يديه وقدميه اليمنى، بسبب تعرضه لحادث، كما إن زوجته حامل في الشهر الثامن، وجميع بناته بمرحلة المراهقة.
يقول حسام سليمان، الذي يحرص على مساندة الأسرة بتقديم وجبات غذائية وملابس لهم، «بقالي سنة ونص بشوفهم في الشارع على الرصيف، وأنا رايح وراجع من الكلية، وأنا وكل الناس اللي حواليا بنقدم لهم الأكل والمساعدات عشان يقدروا يعيشوا».
ويضيف، «في ناس جات اتبرعت لهم ببطانية في أول الشتاء عشان تحميهم من الأمطار بس هي بطانية واحدة بس اللي معاهم وكل الأسرة بتنام وتتغطى بيها وللأسف مش بتكفيهم نهائي»، مؤكدا أن هذه الأسرة المنكوبة، تقسم نفسها قسمين، أحدهما ينام ليلا والثاني ينام نهارا، ليمكنهم الاحتماء بهذه البطانية الرقيقة، «لحد دلوقتي محدش عارف إيه اللي حصل للأسرة، بس هما كان عندهم شقة وكل الناس اللي بيساعدوه قالوا إنه اطرد منها، وهما قالول لي نفس الرواية عشان حالة الأب ساءت بعد البتر ومبقاش قادر يطلع يشتغل زي الأول ولا يصرف على البيت وبقى عاجز».
ويؤكد أن الأسرة تعيش حياة قاسية ومأساوية فوق الرصيف، فحياتهم تخلو من كل الآدمية، «بيدخلوا الحمام في جامع وبيستحموا مرة كل أسبوع فيه، والأكل بيستنوه من الناس اللي ماشية في الشارع تديهم أي حاجة أو أي قرشين يجيبوا به أكل وبياكلوا، وبقالهم سنة ونصف في نفس المكان من غير ما يعملوا مشاكل مع أي حد وقاعدين في هدوء وعايزين يعيشوا».
وبحسب «حسام»، بعد عدة أحاديث مستمرة مع الأب «محمد»، فالأخير يحتاج إلى مسكن يأوي أسرته فقط.
تعليقات الفيسبوك